السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

غزوة دومة الجندل

صفحة 148 - الجزء 1

  قالوا: وإنما نزلت صلاة الخوف بعسفان، كما رواه ابن عباس⁣(⁣١)، وأبو هريرة، وقد علم بلا خلاف أن غزوة عسفان كانت بعد الخندق، فاقتضى هذا أن ذات الرقاع بعدها بل بعد خيبر، يؤيد ذلك أن أبا موسى الأشعري، وأبا هريرة شهداها، وكان قدوم أبي موسى الأشعري بعد خيبر، وإسلام أبي هريرة أيام خيبر.

  وعن عبد الله بن عمر، قال: غزوت مع رسول الله ÷ قِبَل نجد، فذكر⁣(⁣٢) صلاة الخوف⁣(⁣٣)، وكانت إجازة عبد الله بن عمر في القتال يوم الخندق، وقد قال البخاري: ذات الرقاع بعد (خيبر)، وقد قال بعض⁣(⁣٤) من أرَّخ: إن غزوة ذات الرقاع أكثر من مرة، انتهى. ثم كانت:

غزوة دومة الجندل⁣(⁣٥)

  وهي مدينة بينها وبين دمشق خمس ليال، وبينها وبين المدينة ست عشرة ليلة، خرج رسول الله ÷ في الخامس والعشرين من ربيع الأول، على رأس تسعة وأربعين شهراً، في ألف من المسلمين، ونكب عن الطريق، وأغذ السير⁣(⁣٦)، وكان يسير الليل، ويكمن النهار، فلما كان بينه وبينها ليلة هجم على ماشيتهم فأصاب منها، وفرَّ باقيهم، فتفرق أهل دومة الجندل لما بلغهم ذلك، ونزل النبي ÷ بساحتهم، فلم يجد بها أحداً، فأقام بها أياماً، وبثَّ سراياه فعادت بإبلٍ، ولم يلق أحداً، وعاد ÷ إلى المدينة لعشرين من ربيع الآخر. ثم كانت:


(١) في (ب): أبو عياش.

(٢) في (ب): فذكرت.

(٣) ذكر رواية ابن عمر بالتفصيل الإمام القاسم بن محمد # في الاعتصام ٢/ ٧٩ - ٨٠، وعزاه إلى بلوغ المرام وغيره.

(٤) في (ب): وقد قال بعض العلماء من أرخ أن ذات الرقاع ... إلخ.

(٥) عن غزوة دومة الجندل انظر ابتسام البرق - خ -، والسفينة (ج ٢) خ، وسيرة ابن هشام ٣/ ١٢٩ - ١٣٠، وتأريخ الطبري ٢/ ٢٣٢.

(٦) أغذ السير: أسرع فيه.