[خبر الصحيفة]
[خبر الصحيفة]
  فآواهم أصحمة النجاشي وأكرمهم، فلما رأت قريش أن أصحاب محمد قد نزلوا بلداً أصابوا به أمناً وقراراً، وأن النجاشي قد منع من لجأ إليه منهم، وأن رسلهم الذين أرسلوهم إلى النجاشي في ردهم لم يُجْدُوا شيئاً، اجتمعوا واشتوروا أن يكتبوا كتاباً يتعاقدون فيه على بني هاشم، وبني المطلب: على أن لا ينكحوا إليهم ولا ينكحوهم، ولا يبيعوا منهم شيئاً، ولا يبتاعوا منهم، وتعاهدوا على ذلك، وكتبوا صحيفة، وعلقوها في جوف الكعبة توكيداً على أنفسهم، وكان كاتب الصحيفة منصور بن عكرمة من بني عبد الدار، وقيل: غيره، فدعا عليه رسول الله ÷ فشل بعض أصابعه، فلما فعلت ذلك قريش انحازت بنو هاشم، وبنو المطلب إلى أبي طالب، فدخلوا معه في شعبه، وخرج من بني هاشم أبو لهب(١) عبد العزى بن عبد المطلب فظاهر قريشاً، فأقاموا على ذلك سنتين أو ثلاثاً حتى جهدوا، لا يصل إليهم شيء إلا سراً، مستخفياً به من أراد صلتهم من قريش، وكان حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي تأتيه العير تحمل الحنطة من الشام فيفتلها الشعب، ثم يضرب أعجازها فتدخل عليهم، فيأخذوا ما عليها من الحنطة.
  قال في (الإمتاع): وهاجر المسلمون ثانياً إلى أرض الحبشة، وعدتهم ثلاثة وثمانون رجلاً، وكان عمار بن ياسر ¥ منهم، وثمانية عشر امرأة.
(١) في (ب): ابن عبدالعزى بن عبدالمطلب، وهو خطأ.