السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

بيعة العقبة [الثانية]

صفحة 68 - الجزء 1

  وجمع بهم يوماً وهم أربعون في هزم⁣(⁣١) حَرة بني بياضة، ونقيع⁣(⁣٢) الخضمات⁣(⁣٣)، ثم عاد إلى مكة وأخبر رسول الله ÷ بمن أسلم، فسره ذلك.

بيعة العقبة⁣(⁣٤) [الثانية]

  ثم كانت بيعة العقبة ثانياً، وقد وافى الموسم خلق من الأنصار مابين مسلم ومشرك، وزعيمهم البراء بن معرور، فتسلل منهم جماعة مستخفون لا يشعر بهم أحد، واجتمعوا برسول الله ÷ في ذي الحجة، وواعدوه أوسط أيام التشريق بالعقبة، فلما كان الليل خرجوا بعد مضي ثلاثة أيام مستخفين⁣(⁣٥)، يتسللون حتى اجتمعوا وهم ثلاثة وسبعون رجلاً، وامرأتان هما: أم عمارة نسيبة بنت عمرو بن كعب، وأسماء بنت عمرو بن عدي، وجاءهم رسول الله ÷ ومعه عمه العباس، وهو على دين قومه، وعلي #، وأبو بكر، فأوقف العباس علياً # في فم الشِعب عيناً له، وأوقف أبا بكرعلى فم الطريق الآخر عيناً له، وتكلم العباس أولاً يتوثق


(١) في النسختين: هدم، بالدال المهملة وهو تحريف، والصواب: هزم بالزاي المعجمة كما أثبته من نسخة أخرى ومن سيرة ابن هشام ٢/ ٦٢، ومعجم البلدان لياقوت الحموي ٥/ ٤٠٤، وابتسام البرق لابن بهران.

(٢) نقيع الخضمات: موضع حماه عمر بن الخطاب لخيل المسلمين، وهو من أودية الحجاز، يدفع سيله إلى المدينة، يسلك العرب إلى مكة منه، وحمى النقيع على عشرين فرسخاً أو نحو ذلك من المدينة. (معجم البلدان ٥/ ٣٠١).

(٣) ابتسام البرق - خ -، وانظر سيرة ابن هشام ٢/ ٥٧ - ٦٥، والسفينة ج ٢ - خ -.

(٤) عن بيعة وأمر العقبة الثانية انظر: سيرة ابن هشام ٢/ ٦٥ - ٨٣، وتاريخ الطبري ٢/ ٩٠ - ٩٧، والسفينة ج ٢ - خ -، وابتسام البرق - خ -.

(٥) مستخفين، سقط من (ب).