غزوة بني قريظة
غزوة بني قريظة(١)
  ثم كانت غزوة بني قريظة، لما رجع رسول الله ÷ من الخندق، دخل بيت عائشة فاغتسل وصلى الظهر، فأتاه جبريل #، فقال له: «قد(٢) وضعت السلاح، والله ما وضعناه، إن الله يأمرك أن تسير إلى بني قريظة، فإني عامد لهم، فمزلزل حصونهم»، فدعا رسول الله ÷ علياً #، فدفع إليه اللواء، وكان على حاله لم يحل، وأمر بلالاً، فأذن في الناس: أن رسول الله ÷ يأمركم ألاَّ تصلوا العصر إلا في بني قريظة، وخرج رسول الله ÷ في أصحابه، فحاصرهم خمساً وعشرين ليلة، على الأصح، يغاديهم بالقتال ويراوحهم، واستشهد(٣) من المسلمين يومئذٍ خلاد بن سويد بن ثعلبة بن عمرو من بني الحرث بن الخزرج، طرحت عليه رحى فشدخته فمات(٤)، حتى نزلوا على حكمه صلى الله عليه وعلى آله، فجعل أمرهم إلى سعد بن معاذ الأوسي الأنصاري ¦، وكان جريحاً أصابه سهمٌ(٥) يوم الخندق، فأتي به على حمار رسول الله ÷ فحكم بقتل المقاتلة، وسبي النساء والذرية، وقسمة الأموال، فقال رسول الله ÷: «لقد حكمت بما حكم به الله من فوق سبع أرقعة»(٦)، ثم أمر بالأسرى فكتفوا وقتلوا، وكانوا حول ستمائة أو سبعمائة، وقسم السبي من النساء والأولاد، وكانوا نحو ألف، ووجد في حصونهم ألف وخمسمائة سيف، وثلاثمائة درع، وألفا رمح، وألف وخمسمائة ترس، وجحف، وآثار كثيرة، فَخُمِّسَت الغنائم والسبي، وقسم باقيها
(١) عن غزوة بني قريظة انظر: سيرة ابن هشام ٣/ ١٤٤ - ١٥٨ وما بعدها، وتأريخ الطبري ٢/ ٢٤٥ - ٢٥٤، وابتسام البرق - خ -.
(٢) في سيرة ابن هشام: أو قد.
(٣) في (ب): فاستشهد.
(٤) سيرة ابن هشام ٣/ ١٥٩، وتأريخ الطبري ٢/ ٢٥٣.
(٥) سهم، سقط من (ب).
(٦) الأرقعة: السماوات، الواحدة: رقيع.