الثالث: بناء أولاد آدم #
  الملائكة بأمر الله تعالى أولاً(١)، ثم أنزل الله تعالى البيت المعمور لآدم # ليستأنس به، فوضعه على أساس الكعبة.
  قال النهروالي: ويدل على ذلك ما رواه الأزرقي، بإسناده عن عثمان ساج(٢)، قال: بلغني أن عمر بن الخطاب، قال لكعب الأحبار: أخبرني عن البيت الحرام؟ فقال كعب: أنزل الله من السماء ياقوتة مجوفة مع آدم، فقال له(٣): «يا آدم، إن هذا بيتي أنزلته معك، يطاف حوله كما يطاف حول عرشي».
الثالث: بناء أولاد آدم #
  قال النهروالي: روى الأزرقي بسنده إلى وهب بن منبه، قال: لما رفعت(٤) الخيمة التي أعز الله بها آدم # من حلية الجنة حين وضعت له بمكة في موضع البيت، ومات آدم #، بنى بنو(٥) آدم مكانها بيتاً بالطين والحجارة، فلم يزل معموراً يعمرونه هم ومن بعدهم حتى كان زمن نوح #، فنسفه الغرق، وغيَّر مكانه.
  حتى(٦) قال الحافظ أبو القاسم السهيلي(٧): وكان بناء الكعبة الأول حين بناها
= ص ١١٦: والجودي: جبل بأرض الجزيرة استوت عليه سفينة نوح عليه الصلاة والسلام.
(١) أولاً، سقط من (ب).
(٢) كذا في النسخ، ولعل الصواب عثمان بن ساج.
(٣) له، زيادة من (ب).
(٤) في (ب): لما نزلت.
(٥) في (ب): بنو أولاد آدم.
(٦) حتى، زيادة من (ب).
(٧) هو أبو القاسم وأبو زيد عبد الرحمن بن الخطيب، أبي محمد بن عبد الله، الخثعمي السهيلي [٥٠٨ - ٥٨١ هـ] ولد بمدينة مالقة بالأندلس، وتوفي بحضرة مراكش، كان مصنفاً وشاعراً، ومن مصنفاته: (الروض الأنف) في شرح سيرة الرسول ÷ لابن هشام، وله غيره من المؤلفات.
(انظر وفيات الأعيان ٣/ ١٤٣ - ١٤٤ ترجمة رقم (٣٧١».