السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[سببها]

صفحة 104 - الجزء 1

  الكفر، وظهرت فيها الآيات الكبيرة، كتحقيق⁣(⁣١) الله سبحانه ما وعدهم به من إحدى الطائفتين، وحصول المطر عند الالتقاء، وإمداد الله المسلمين بجند من السماء حتى سمعوا أصواتهم ورأوا من رأوا منهم، ورمى النبي ÷ المشركين بالحصى والتراب، حتى عمَّت رميته الجميع، وتقليل الله المشركين في عيون المسلمين، وإشارته ÷ إلى مصارع المشركين، بقوله: «هذا مصرع فلان، وهذا مصرع فلان»، فكان كما قال، واطلاعه ÷ على ائتمار عمير بن وهب، وصفوان بن أمية على الفتك به ÷، وكان ذلك سبب إسلام عمير، إلى غير ذلك من الآيات والمعجزات الكثيرة.

[سببها]

  وكان من حديث غزوة بدر أن رسول ÷؛ لما تحين انصراف العير التي خرج من أجلها إلى العُشيرة، وإقبالها من الشام، ندب أصحابه للخروج إلى العير، وأمر من كان ظهره حاضراً بالنهوض ولم يحتفل لها⁣(⁣٢) احتفالاً كثيراً، فخرج ÷ في ستة وثمانين رجلاً من المهاجرين، ومائتين وسبعة وعشرين من الأنصار، وقيل غير ذلك، وكانت إبلهم سبعين بعيراً يعتقبونها، وكان معهم فرسان: إحداهما للمقداد بن الأسود، والأخرى لمرثد بن أبي مرثد الغنوي، وقيل: للزبير بن العوام، وكانت العير التي خرجوا من أجلها ألف بعير، فيها أموال عظيمة لقريش، يقال: إن فيها خمسين ألف مثقال⁣(⁣٣)، وكان فيها ثلاثون رجلاً من قريش، منهم: أبو سفيان بن حرب، وعمرو بن العاص.

  فلما بلغهم خروج رسول الله ÷ بعثوا رجلاً يقال له: ضمضم [ليخبر قريشاً،


(١) في (ب): لتحقيق.

(٢) في (ب): بها.

(٣) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٤/ ٩١، وابتسام البرق - خ -.