السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

غزوة بدر الكبرى

صفحة 103 - الجزء 1

  قلت: ذكر الواحدي⁣(⁣١): أنه كان في آخر يوم من جمادى الآخرة، وكانوا يرون أنه من جمادى وهو من رجب، وقالوا: يا رسول الله، إنَّا قتلنا ابن الحضرمي، وأمسينا، فنظرنا إلى هلال رجب، فلا ندري أفي رجب أصبناه أم في جمادى؟ انتهى.

  قال ابن بهران: فقال المشركون: قد استحل محمد وأصحابه الشهر الحرام، فأوقف ÷ العير فلم يأخذ منها شيئاً، وحبس الأسيرين، وقال لأصحابه: «ما أمرتكم بالقتال في الشهر الحرام»، حتى نزل قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ}⁣[البقرة: ٢١٧] الآية، فقسمها⁣(⁣٢) رسول الله ÷ بينهم، وكان عبد الله بن جحش قد عزل الخمس لرسول الله ÷، فكان أول خمس وأول غنيمة، وأول قتيل، وأول أسير في الإسلام⁣(⁣٣). ثم كانت:

غزوة بدر الكبرى⁣(⁣٤)

  في شهر رمضان بعد تسعة عشر شهراً من مهاجره ÷، وبدر⁣(⁣٥) ماء كانت العرب تجتمع فيه لسوقهم، في يوم يتخذونه من السنة إلى السنة، وهو لهلال ذي القعدة إلى ثمان منه، وهي الوقعة العظيمة التي فرَّق الله بها بين الحق والباطل، وأعز الإسلام، ودفع


(١) هو علي بن أحمد بن محمد بن علي بن متويه الواحدي المتوي، المتوفى سنة ٤٦٨ هـ، صاحب التفاسير المشهورة، كان أستاذ عصره في النحو والتفسير، وله مؤلفات، منها ثلاثة كتب في تفسير القرآن الكريم هي: (البسيط)، و (الوسيط)، و (الوجيز)، وله كتاب (أسباب النزول) وغيره، وتوفي بمدينة نيسابور. (انظر وفيات الأعيان ٣/ ٣٠٣ - ٣٠٤ ترجمة رقم (٤٣٨».

(٢) فقسمها، سقط من (ب).

(٣) ابتسام البرق - خ -، وانظر سيرة ابن هشام ٢/ ١٩٥ - ١٩٨، وتأريخ الطبري ٢/ ١٢٤ - ١٢٨، والسفينة (ج ٢) - خ -.

(٤) عن غزوة بدر الكبرى انظر سيرة ابن هشام ٢/ ١٩٩ - ٢٨٧، وتأريخ الطبري ٢/ ١٣١ - ١٧٢، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٤/ ٨٤ - ٢١٣، وهي فيه من كتاب المغازي للواقدي، ومن مغازي ابن إسحاق ومن تأريخ الأشراف للبلاذري، وانظر الجزء الثاني من السفينة - خ ـ، وابتسام البرق لابن بهران - خ -،.

(٥) بدر: ماء مشهور بين مكة والمدينة أسفل وادي الصفراء. (معجم البلدان لياقوت ١/ ٣٥٧).