[سببها]
[سببها]
  وكان سببها أن رسول الله ÷ لما أجلى بني النضير سار بعضهم إلى خيبر، ومنهم حُيي بن أخطب، وكنانة بن أبي الحقيق وغيرهما، فخرجوا إلى قريش، فحالفوهم على حرب رسول الله ÷، واتعدوا لوقت وقتُّوه، ثم خرجوا إلى غطفان، وجعلوا لهم ثمر(١) خيبر سنة، وأتوا بني سليم فوعدوهم الخروج معهم، فخرجت قريش ومن تبعها في أربعة الآف، ومعهم ثلاثمائة فرس، وخمسمائة بعير، ولقيهم بنو سليم في سبعمائة، وخرجت بنو أسد، وخرجت فزارة في ألف، وأشجع في أربعمائة، وبنو مرة في أربعمائة، وكانوا عشرة الآف، وبلغ رسول الله ÷ الخبر، فندب الناس، وأمرهم بحفر الخندق، وحفر رسول الله ÷ بيده حتى اغبرَّ بطنه، وروي: حتى وارى غثاء الغبار جلدة بطنه، وكان كثير الشَعَر، وكان سلمان الفارسي يعمل كعمل عشرة، فتنافس فيه المسلمون، فقال المهاجرون: هو منَّا، وقال الأنصار: هو منَّا، فقال ÷: «سلمان منَّا أهل البيت»(٢)، واعترض في الخندق حجر صلد، فضربه رسول الله ÷ بالمعول ثلاث ضربات يبرق في كل ضربة برقة، وانكسر الحجر في الثالثة، وقال ÷: «إني رأيت في الأولى قصور اليمن، ورأيت في الثانية قصور الشام، ورأيت في الثالثة قصر كسرى الأبيض»(٣)، وأخبر ÷ أن(٤) سيفتح على أمته جميع ذلك. الخبر.
  ولما كمل الخندق في ستة أيام، صارت المدينة كالحصن، ورفع المسلمون النساء والأطفال إلى الآطام(٥)، وعسكر رسول الله ÷ بالمسلمين وهم ثلاثة الآف، وقيل:
(١) في ابتسام البرق: تمر.
(٢) سيرة ابن هشام ٣/ ١٣٧، وابتسام البرق - خ -.
(٣) ابتسام البرق - خ -.
(٤) في (ب): أنه سيفتح.
(٥) الآطام: رؤوس وأعالي الجبال.