السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

نقض الصحيفة

صفحة 47 - الجزء 1

نقض الصحيفة

  قال ابن إسحاق: ثم قام في نقض تلك الصحيفة نفر من قريش، ولم يُبْلَ فيها أحدٌ أحسن من بلاء هشام بن عمرو من بني عامر بن لؤي، وذلك أنه كان ابن أخي نضلة من بني هاشم بن عبد مناف لأمه، وكان واصلاً لبني هاشم، ثم إنه مشى إلى زهير بن أبي أمية من بني مخزوم، وكانت أمه عاتكة بنت عبد المطلب، فقال: يا زهير، أقد رضيت أن تأكل الطعام، وتلبس الثياب، وتنكح النساء، وأخوالك حيث قد علمت لا يباعون⁣(⁣١) ولا يبتاع منهم، ولا ينكحون ولا ينكح إليهم، أما إني أحلف بالله لو كان أخوال⁣(⁣٢) أبي الحكم بن هشام، ثم دعوته إلى مثل ما دعاك إليه، ما أجابك إليه أبداً، قال: ويحك يا هشام! فماذا أصنع؟ إنما أنا رجل واحد، والله لو كان معي رجل آخر لقمت في نقضها.

  قال: قد وجدت رجلاً.

  قال: من هو؟

  قال: أنا.

  قال له زهير: ابغنا ثالثاً، فذهب إلى المطعم بن عدي، فقال له: يا مطعم، أقد رضيت أن يهلك بطنان من بني عبد مناف، وأنت شاهد على ذلك موافق لقريش، أما والله لئن أمكنتموهم من هذه لتجدنهم إليها منكم سراعاً.

  قال له: ويحك! ماذا أصنع؟ إنما أنا رجل.

  قال: قد وجدت ثانياً.

  قال: من هو؟


(١) في (ب): لا يبايعون.

(٢) في (ب): لو كانوا أخوالي أبا الحكم ... إلخ.