[سببها]
[سببها]
  وكان سببها أن دحية الكلبي أقبل من عند قيصر ملك الروم بجائزة وكسوة، فلقيه جذام بحِسمى، فأخذوا ما معه، فبعث رسول الله ÷ زيد بن حارثة في خمسمائة رجل ومعه دحية، وكان يسير الليل ويكمن النهار، حتى هجم عليهم مع الصبح، فقتل رئيس القوم وابنه، واستاق ألف بعير، وخمسة الآف شاة، ومائتين ما بين امرأة وصبي، وكانت طائفة منهم يقال لهم: بنو الضَّب(١)، قد أسلموا، فقدموا إلى رسول الله ÷ المدينة فذكروا له ما فعل زيد، ورضوا برد المال والذرية، وأغضوا عن القتل، فبعث معهم علي بن أبي طالب ومعه سيف رسول الله ÷ أمارة إلى زيد ليردَّ عليهم ما أخذ، فردَّ عليهم جميع ذلك.
سرية عبد الرحمن بن عوف إلى دومة الجندل(٢)
  ثم كانت سرية عبد الرحمن بن عوف إلى دومة الجندل في شعبان سنة ست، ليدعو كلباً إلى الإسلام في سبعمائة رجل، فأقعده رسول الله ÷ بين يديه، ونقض عمامته بيده الكريمة، ثم عممه بعمامة سوداء، وأرخى بين كتفيه منها، ثم قال: «هكذا فاعتم، يا ابن عوف»(٣)، فسار عبد الرحمن حتى قدم دومة الجندل، فدعا أهلها إلى الإسلام ثلاثة أيام وهم يأبون إلا محاربته، ثم أسلم الأصبغ بن عمرو الكلبي وكان نصرانياً، وهو رأس القوم، فكتب بذلك إلى رسول الله ÷، وتزوج تماضر ابنة الأصبغ، وفرض الجزية على من أقام على دينه، ثم أقبل.
(١) في ابتسام البرق: بنو الضبيب.
(٢) انظر ابتسام البرق - خ -، وتأريخ الطبري ٢/ ٢٨٦، والمصابيح ص ٢٤٠، وسيرة ابن هشام ٤/ ١٩٥ - ١٩٦.
(٣) انظر الحديث في ابتسام البرق - خ -، وفي سيرة ابن هشام ٤/ ١٩٦، عن ابن إسحاق، وهو في السيرة باختلاف يسير، وتقديم وتأخير.