[قدوم ضمام بن ثعلبة وافدا عن بني سعد بن بكر]
  قال: يا محمد، خالني.
  قال: وجعل يكلمه ينتظر من أربد ما كان أمره به، فجعل أربد لا يخيل(١) شيئاً، فلما رأى عامر ما يصنع أربد، قال: يا محمد، خالني، قال: «لا، حتى تؤمن بالله وحده لا شريك له»، فلما أبى عليه رسول الله ÷، قال: والله لأملأنها عليك خيلاً ورَجْلاً، قال رسول الله ÷: «اللهم، اكفني عامر بن الطفيل»، فلما خرجوا من عند رسول الله ÷، قال عامر لأربد: ويلك يا أربد! أين ما كنت أمرتك به؟، والله ما كان على وجه الأرض رجل أخوف عندي على نفسي منك، وأيم الله لا أخافك بعد اليوم أبداً، قال: لا أباً لك! لا تعجل عليَّ، والله ما هممت بالذي أمرتني به إلا دخلت بيني وبين الرجل حتى ما أرى غيرك، أفأضربك بالسيف؟!، وخرجوا راجعين إلى بلادهم، حتى إذا كانوا ببعض الطريق بعث الله على عامر بن الطفيل الطاعون في عنقه، فقتله في بيت امرأة من بني سلول، فجعل يقول: يا بني عامر، أغدة كغدة البكر في بيت امرأة من بني سلول، ثم خرج أصحابه حين(٢) واروه، حتى قدموا أرض بني عامر، فأتاهم قومهم فقالوا: ما وراءك يا أربد؟، قال: لا شيء والله، لقد دعانا إلى عبادة شيءٍ، لوددت أنه الآن عندي فأرميه بالنبل حتى أقتله، فخرج بعد مقالته بيوم أو يومين معه جمل له يتبعه، فأرسل الله عليه وعلى جمله صاعقة فأحرقتهما(٣).
[قدوم ضمام بن ثعلبة وافداً عن بني سعد بن بكر]
  وقدم عليه ÷ ضمام بن ثعلبة، أرسله قومه بنو سعد بن بكر فأناخ بعيره على باب
(١) في سيرة ابن هشام: لا يحير.
(٢) في (أ): حتى، وما أثبته من (ب) ومن سيرة ابن هشام.
(٣) ابتسام البرق - خ -، وانظر سيرة ابن هشام ٤/ ١٤٥ - ١٤٦، وتأريخ الطبري ٢/ ٣٩٨ - ٣٩٩، والسفينة للحاكم الجشمي الجزء الثاني - خ -.