سرية الخبط إلى حي من جهينة
  قال: قال أبو العباس الحسني: كان أمير السرية الثانية علي بن أبي طالب، وكان الفتح على يديه، وقتل منهم مائة وعشرين رجلاً، وقتل رئيسهم الحارث بن بشر(١)، انتهى.
  وقال المسعودي: وكان لعمرو بن العاص في هذه السرية قضية أنكرت عليه في الوقت، منها: صلاته بالناس جنباً، ومنعه إيقاد النار، مع حاجتهم إليها لشدة القر وشدة الجراح وغير ذلك، وبلغ ذلك النبي ÷ فأجازه لما ذكر فيه المصلحة للجيش، انتهى بلفظه.
سرية الخَبَط إلى حي من جهينة(٢)
  وكانت(٣) سرية الخبط(٤) أميرها أبو عبيدة بن الجراح في رجب، ومعه ثلاثمائة رجل، إلى حي من جهينة بساحل البحر يسيرون على أقدامهم، ففنيت أزوادهم، وأصابهم جوع شديد حتى كانوا يأكلون الخبط(٥)، ثم وجدوا حوتاً بساحل البحر، يقال له: العنبر، فأكلوا منه اثني عشرة ليلة، وأمر أبو عبيدة بضلع من أضلاعه، فنصب، ومرَّ تحتها بعير برحله وراكبه، وكان يجلس في وقب(٦) عينه جماعة من الناس.
(١) المصابيح ص ٢٤٣.
(٢) انظر ابتسام البرق - خ -، وتأريخ الطبري ٢/ ٣١٥ - ٣١٦، وسيرة ابن هشام ٤/ ١٩٦، والمصابيح لأبي العباس ص ٢٤٣.
(٣) في (ب): ثم كانت.
(٤) الخَبَط بفتح أوله وثانيه وآخره طاء مهملة: علم لموضع في أرض جهينة بالقبلية، وبينها وبين المدينة خمسة أيام، وهي بناحية ساحل البحر. (معجم البلدان ٢/ ٣٤٤).
(٥) الخبط: ورق السمر، والخبط أيضاً: اسم لما يخبط من شجر بالعصا وغيره ويجمع فيعلف الدواب، والخبط بالتحريك: الورق الساقط من الشجر.
(٦) الوقب: نقرة في الصخرة، يجتمع فيها الماء، وكل نقرة في الجسد كنقرة العين يقال لها: الوقبة.