السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

سرية الخبط إلى حي من جهينة

صفحة 201 - الجزء 1

  قال: قال أبو العباس الحسني: كان أمير السرية الثانية علي بن أبي طالب، وكان الفتح على يديه، وقتل منهم مائة وعشرين رجلاً، وقتل رئيسهم الحارث بن بشر⁣(⁣١)، انتهى.

  وقال المسعودي: وكان لعمرو بن العاص في هذه السرية قضية أنكرت عليه في الوقت، منها: صلاته بالناس جنباً، ومنعه إيقاد النار، مع حاجتهم إليها لشدة القر وشدة الجراح وغير ذلك، وبلغ ذلك النبي ÷ فأجازه لما ذكر فيه المصلحة للجيش، انتهى بلفظه.

سرية الخَبَط إلى حي من جهينة⁣(⁣٢)

  وكانت⁣(⁣٣) سرية الخبط⁣(⁣٤) أميرها أبو عبيدة بن الجراح في رجب، ومعه ثلاثمائة رجل، إلى حي من جهينة بساحل البحر يسيرون على أقدامهم، ففنيت أزوادهم، وأصابهم جوع شديد حتى كانوا يأكلون الخبط⁣(⁣٥)، ثم وجدوا حوتاً بساحل البحر، يقال له: العنبر، فأكلوا منه اثني عشرة ليلة، وأمر أبو عبيدة بضلع من أضلاعه، فنصب، ومرَّ تحتها بعير برحله وراكبه، وكان يجلس في وقب⁣(⁣٦) عينه جماعة من الناس.


(١) المصابيح ص ٢٤٣.

(٢) انظر ابتسام البرق - خ -، وتأريخ الطبري ٢/ ٣١٥ - ٣١٦، وسيرة ابن هشام ٤/ ١٩٦، والمصابيح لأبي العباس ص ٢٤٣.

(٣) في (ب): ثم كانت.

(٤) الخَبَط بفتح أوله وثانيه وآخره طاء مهملة: علم لموضع في أرض جهينة بالقبلية، وبينها وبين المدينة خمسة أيام، وهي بناحية ساحل البحر. (معجم البلدان ٢/ ٣٤٤).

(٥) الخبط: ورق السمر، والخبط أيضاً: اسم لما يخبط من شجر بالعصا وغيره ويجمع فيعلف الدواب، والخبط بالتحريك: الورق الساقط من الشجر.

(٦) الوقب: نقرة في الصخرة، يجتمع فيها الماء، وكل نقرة في الجسد كنقرة العين يقال لها: الوقبة.