السيرة النبوية المنتزعة من كتاب اللآلئ المضيئة،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

أول مبايعة الأنصار [وتعرف ببيعة العقبة الأولى]

صفحة 67 - الجزء 1

  العجلان، وقطبة بن عامر بن حديدة، وعقبة بن عامر بن نابي، وجابر بن عبد الله بن رئاب]⁣(⁣١)، كلهم من الخزرج، فيهم أسعد بن زرارة، وهم يحلقون رؤوسهم، فجلس إليهم، فدعاهم إلى الله تعالى، وقرأ عليهم القرآن، فاستجابوا لله وللرسول وآمنوا وصدَّقوا، ثم رجعوا إلى قومهم بالمدينة، فذكروا لهم رسول الله ÷، [ودعوهم إلى الإسلام، ففشا فيهم، حتى لم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها ذكر رسول الله ÷]⁣(⁣٢)، فلما كان العام المقبل وافى⁣(⁣٣) الموسم من الأنصار اثنا عشر رجلاً⁣(⁣٤)، منهم تسعة من الخزرج، وثلاثة من الأوس، فأسلموا، وكان معه يومئذٍ علي # وأبو بكر، فبايعوه عند العقبة على الإسلام، كبيعة النساء، وذلك قبل أن يؤمر بالقتال، فبعث رسول الله ÷ مصعب بن عمير، ويقال: وابن أم مكتوم، ليعلما من أسلم القرآن، ويدعوا إلى الله تعالى، فنزلا بالمدينة على أبي أمامة أسعد بن زرارة، فخرج بهما إلى دار بني ظفر، واجتمع عليهما رجال ممن أسلم، فأتاهما أسيد بن حضير وسعد بن معاذ، وهما سيدا بني عبد الأشهل، فدعاهما مصعب إلى الإسلام، فأسلما ودعوا إلى الله تعالى قومهما، فما أمسى في دار بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا وقد أسلم، إلا الأصيرم عمرو بن ثابت، فإنه تأخر إسلامه إلى يوم أحُد، ولم يزل مصعب يدعو إلى الإسلام حتى لم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها عدة مسلمون إلا بني أمية بن زيد، ووائل، وواقف، فإنه تأخر إسلامهم، وكان مصعب بن عمير يؤم⁣(⁣٥) بمن أسلم،


(١) ما بين المعقوفين سقط من (ب).

(٢) ما بين المعقوفين سقط من (ب).

(٣) في (ب): وافى في الموسم.

(٤) انظر أسماءهم بالتفصيل في سيرة ابن هشام ٢/ ٥٩ - ٦١.

(٥) في (ب): يمر.