[سرية سعد بن أبي وقاص]
  أبي وقاص، ترس عنه أصحابه حتى رمى بجميع ما في كنانته، ما منها سهم إلا يجرح إنساناً أو دابة، ثم انصرف الفريقان، ولم يكن بينهم غير ذلك(١).
[سرية سعد بن أبي وقاص]
  ثم عقد رسول الله ÷ لواءً لسعد بن أبي وقاص، في ذي الحجة(٢)، على رأس تسعة أشهر، في عشرين رجلاً أو أحد وعشرين رجلاً من المهاجرين، على أقدامهم، فكانوا يكمنون(٣) النهار ويسيرون الليل، حتى بلغوا الخرَّار(٤) من الجحفة(٥) قريباً من خُمّ(٦)، يريدون عيراً لقريش ففاتتهم(٧).
(١) ابتسام البرق - خ -، و انظر سيرة ابن هشام ٢/ ١٨٨، وتاريخ الطبري ٢/ ١٢٠ - ١٢١، والمصابيح ص ٢٣٦، والسفينة (ج ٢) خ.
(٢) في تاريخ الطبري ٢/ ١٢٠: في ذي القعدة، وكذا في المصابيح لأبي العباس ص ٢٣٧.
(٣) في (ب): يمكنون.
(٤) الخرَّار بفتح أوله وتشديد ثانيه، قال ياقوت الحموي في معجم البلدان ٢/ ٣٥٠: وهو موضع بالحجاز، يقال: هو قرب الجحفة، وقيل: واد من أودية المدينة، وقيل: ماء بالمدينة، وقيل: موضع بخيبر. انتهى.
(٥) الجُحفة بالضم ثم السكون والفاء: كانت قرية كبيرة ذات منبر على طريق المدينة من مكة، على أربع مراحل، وهي ميقات أهل مصر والشام إن لم يمروا على المدينة، فإن مروا بالمدينة فميقاتهم ذو الحليفة، وبينها وبين المدينة ست مراحل، وبينها وبين غدير خم ميلان. (انظر معجم البلدان لياقوت ٢/ ١١١).
(٦) خم: اسم موضع غدير خم، قال الحازمي: خم واد بين مكة والمدينة عند الجحفة به غدير، عنده خطب رسول الله ÷.
قلت: وقوله: عنده خطب رسول الله ÷، هي الخطبة المشهورة التي خطبها النبي ÷ بعد رجوعه إلى المدينة من حجة الوداع، حيث وقف في غدير خم، وهو موضع تفرق الحجاج إلى بلدانهم، ثم خطب بها خطبة الغدير المشهورة والمتواترة عند جميع المسلمين، وصرح فيها بالولاية بعده ÷ لأمير المؤمنين وسيد الوصيين الإمام علي بن أبي طالب #، فقال فيها: «أيها الناس، ألست أولى الناس بأنفسكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله».
(٧) ابتسام البرق - خ -، وانظر تاريخ الطبري ٢/ ١٢٠، وسيرة ابن هشام ٢/ ١٩٤، والمصابيح لأبي العباس ص ٢٣٧، والسفينة (ج ٢) خ.