مقومات الإمامة ومؤهلاتها
  والوعيد، والترغيب والترهيب، وطَمْأَنَ الأمةَ من الهلاك والضلال بعد موته ÷ إن تعلقوا بأهل بيته واتبعوهم، وأنه لا يفوتهم من نبيهم ÷ بعد موته إلا مجرد شخصه إن اهتدوا بهم، فنزلهم ÷ فيهم بعد موته منزلة نفسه ÷؛ فبيَّن أن حربهم حربُه، وسلمهم سلمُه، وعداوتهم عداوته، ومحبَّتهم محبَّتُه، وأن من تبعهم نجا، ومن تخلف عنهم غرق وهوى، وأن الحقَّ معهم وفيهم إلى يوم القيامة ... إلى آخر ما طفحت به كتب السنة مما لا يدخل تحت الحصر.
  وقد جاء شيخنا أيده الله في كتابه «لوامع الأنوار» بالكثير من ذلك، فليرجع إليه من أراد المعرفة الكاملة بما يتعلق بهذا الباب.
  غير أن الغالبية نكثت ما كان رسول الله ÷ أَحْكَمَ فَتْلَهُ، ونفشته في مهب الرياح من غير مبالاة بوثائق العهود المؤكدة، والأحكام المشددة، فخلفت نبيها ÷ بعد موته بخلاف ذلك.
  فإن قيل: من هم ذوو الغدر المذكورون في البيت؟
  قلنا: ذوو الغدر هم الذين قالوا: سمعنا وأطعنا حين جاءهم الرسول ÷ بأحكام الإسلام وشرائعه، ثم أحدثوا بعد وفاته ÷ ولم يفوا بما التزموا به من الطاعة لما جاءهم به الرسول ÷ اتباعاً لأهواء أنفسهم، ومعاندة لأحكام ربهم، وكذلك من نصب العداوة لأهل البيت على مر العصور، ولم يرض بما قضاه لهم العزيز الغفور، فعارض وصاة الله فيهم، وخلف نبيه بمحاربتهم، والمبالغة في التنكيل بهم.
  والحكم بالغدر هنا هو حكم حتمي، فرضه الواقع التاريخي على أولئك المذكورين.