مبحث حول الإمام المهدي #
  وأخرج أبو داود(١)، والحاكم(٢)، وابن ماجه(٣)، والطبراني(٤)، عن أم سلمة قالت: قال رسول الله ÷: «الْمَهْدِيُّ مِنْ عِتْرَتِي مِنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ» فدلّت هذه الأخبار على أن اللاحقين يكونون من أهل البيت كالسابقين.
  والأحاديث في المهدي وكونه من أهل البيت متواترة(٥).
  قلت: الأخبار النبوية، والبشائر العلوية، بإمام الأمة، وختام الأئمة، المهدي لدين الله، محمد بن عبد الله ابن رسول الله ÷ أكثر من أن تحصر؛ والأمر فيه كما قال شارح نهج البلاغة، عند قول الوصي ~ (قَدْ لَبِسَ لِلْحِكْمَةِ جُنَّتَهَا)؛ ما نصه(٦): وقد وقع اتفاق الفرق من المسلمين أجمعين على أن الدنيا والتكليف لا ينقضي إلا عليه. انتهى(٧).
  وما زال أئمة آل محمد À يبشِّرون به وينتظرون الفرج من الله تعالى بأيامه، يوصي بذلك أولُهم آخرَهم، ويبلغ سابقُهم لاحقَهم.
  قال أمير المؤمنين ~: (أولنا محمد بن عبد الله، وأوسطنا محمد بن عبد الله، وآخرنا محمد بن عبد الله).
(١) سنن أبي داود (٤/ ١٠٧) رقم (٤٢٨٤).
(٢) مستدرك الحاكم (٤/ ٦٠١)، رقم (٨٦٧٢).
(٣) سنن ابن ماجه (ص/٦٦٤)، رقم (٤٠٨٦).
(٤) المعجم الكبير للطبراني (١٠/ ٥٢)، رقم (١٩٠٦٩) ط: (دار الكتب العلمية).
(٥) انظر: الدر المنثور للسيوطي (٦/ ٣٨)،
(٦) شرح نهج البلاغة (١٠/ ٩٦).
(٧) من شرح نهج البلاغة [ط ١/ج ١٠/ص ٩٦/ط: دار الجيل/تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم].