مبحث حول الإمام المهدي #
  وعترة رسول الله ÷ لا يفترقان حتى يردا عليه الحوض.
  قال: وهذا الحديث من المعجزات الغيبية، التي مُخْبَرُهَا كما أخبر به الصادق الأمين؛ فإنهم كما سمعنا في الأخبار والسير، وشاهدنا؛ وهم الحجج في كل زمان وحين.
  قال: حتى لقد انقرض سلطان قريش بأجمعها، إلا سلطان العترة النبوية، فإنه ظاهر في كل زمان إلى يوم الدين. ... إلى آخره.
  قلت: ونختم الكلام في خاتم الأئمة بما قاله إمام اليمن، الهادي إلى أقوم سنن، يحيى بن الحسين بن القاسم À في الأحكام(١)، وهو ما نصه: وبلى وعسى؛ فإن مع العسر يسراً، إن مع العسر يسراً؛ عسى الله أن يرتاح لدينه، ويعز أولياءه ويذل أعداءه؛ فإنه يقول ø: {فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ ٥٢}[المائدة]، وفي ذلك ما يقول رسول رب العالمين ÷: «اشتدي أزمة تنفرجي»، وفي ذلك ما يقول جدي القاسم بن إبراهيم (ع):
  عَسَى بِالْجُنُوبِ العَارِيَاتِ سَتَكْتَسِي ... وَبِالْمُسْتَذَلِّ الْمُسْتَضَامِ سَيُنْصَرُ
  عَسَى مَشْرَبٌ يَصْفُو فَتَرْوَى ظميةٌ ... أَطَالَ صَدَاهَا الْمَنْهَلُ الْمُتَكَدِّرُ
  إلى قوله:
  عَسَى اللَّهُ لَا تَيْأَسْ مِنَ اللَّهِ إِنَّهُ ... يَسِيرٌ عَلَيْهِ مَا يَعزُّ وَيَكْبُرُ
  إلى قوله:
  عَسَى فَرَجٌ يَأتِي بِهِ اللَّهُ عَاجِلًا ... بِدَوْلَةِ مَهْدِيٍّ يَقُومُ فَيَظْهَرُ
(١) الأحكام (ط ١/ج ٢/ص ٣٥).