شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[لمحة عن خلافة الإمام الحسن السبط ثم بداية الملك العضوض]

صفحة 140 - الجزء 1

  فخذه الشريف؛ فاضطر لمهادنة معاوية بن أبي سفيان وترك قتاله والدخول في مصالحته كما تشهد بذلك خطبه التي خطبها قبل الصلح وحال الصلح ورواها عنه الموالف والمخالف من المؤرخين.

  قال مولانا الناظم أيده الله في لوامع الأنوار [ط ٥ ج ٥/ ٤٦]: وحكى ابن عبد ربه في عقده [٤/ ١٠٣] والمسعودي في مروجه [٣/ ٨ - ٩] ما معناه: إن معاوية قال للحسن #: قم فأعْلِم الناس أنك قد سلمت الأمر إليَّ؛ فقام الحسن وشكا من أهل العراق وكان مما قاله: أما والله، يا أهل العراق، لو لم أذهل عنكم إلا لثلاث لكانت كافية: وهي قتلكم لأبي، وسلبكم لرحلي، وطعنكم لفخذي. ثم قال: وإنما الخليفة من عمل بكتاب الله وسنة نبيه ÷؛ فأما صاحبكم هذا فإنما هو رجل قد ملك ملكاً، يتمتع به قليلاً، ويعذب بسببه طويلاً. وروي: وتبقى تبعته؛ {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ}⁣(⁣١). أهـ.

  وقد اعترف ابن حجر في شرح الهمزية بانتثار النظام وتفرق الناس عن الإمام الحسن السبط، وأقرّ به المقبلي في الأبحاث المسددة [...]، ورواه الحاكم في مستدركه [برقم ٤٨٠٧]، والذهبي في سير أعلام النبلاء [٤/ ٣٩٤].

  وبعد هذه المصالحة رجع الحسن السبط # إلى المدينة المنورة فأقام بها عشر سنين، حتى سقته امرأته جعدة بنت الأشعث سماً في لبن بأمر قائد البغاة معاوية اللعين، فمات سلام الله عليه سنة خمسين من الهجرة، عن ست وأربعين سنة كما


(١) ونسب هذه الرواية في الهامش إلى ابن جرير الطبري في تاريخه (٣/ ١٦٧)، وابن عبد البر في الاستيعاب (١/ ٣٨٨)، وابن الأثير في أسد الغابة (١/ ٥١٢)، والذهبي في سير أعلام النبلاء (٣/ ٢٧١)، وغيرهم.