شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[رأس الفئة الباغية الداعية إلى النار]

صفحة 147 - الجزء 1

  قلت: وقد جاءت السنة بذم معاوية ولعنه، فمن ذلك قول النبي ÷ في معاوية وعمرو بن العاص وقد سمعهما يغنيان: «اللهم اركسهما في الفتنة ركساً، ودعّهما في النار دعّاً». أخرجه أحمد [برقم (١٩٦٦٨) ] وأبو يعلى [برقم (٢٧٤٣٦) ] عن أبي برزة، وذكره ابن الأثير في النهاية [٢/ ٢٥٩ مبهمين]، وأخرجه الطبراني في الكبير [برقم (١٠٩٧٠) ] عن ابن عباس، أفاد ذلك في لوامع الأنوار [ط ٥ ج ١/ ٣٦٢].

  وروى الذهبي في الميزان [ترجمة عبد الرزاق (٢/ ٦١٣) ]: «إذا ارتقى معاوية على منبري فاقتلوه»، وفي رواية: «فابقروا بطنه»، وأورد أيضاً [٢/ ٦١٣]: «إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه» بثلاثة أسانيد عن أبي سعيد، وأخرجه العقيلي، أفاد ذلك في لوامع الأنوار [ط ٥ ج ١/ ٣٦٤].

  وقال شيخنا الإمام الحجة # في لوامع الأنوار [ط ٥ ج ١/ ٢٩٩]: أخرج ابن أبي حاتم [في تفسيره برقم (١٣٣٢٤) ]، وابن مردويه، والبيهقي في الدلائل [٦/ ٥٠٩]، وابن عساكر [في تاريخ دمشق (٥٧/ ٢٦٦) ] عن سعيد بن المسيب قال: رأى النبي ÷ بني أمية على منابرهم فساءه ذلك، فأوحى الله إليه: إنما هي دنيا أعطوها فقرت عينه، وهو قوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ}⁣[الإسراء: ٦٠].


= ولا منقبة)؛ لكون الفضيلة لا تُؤخذ من حديث الباب، إلى أن قال: عن إسحاقَ بنِ راهويه أنَّه قال: لم يصح في فضائل معاوية شيء، فهذه النكتة في عدول البخاري عن التصريح بلفظ منقبة اعتمادًا على قول شيخه [إسحاق]، لكن بدقيق نظره استنبط [أي البخاري] ما يدفع به رؤوس الروافض، إلى أن قال: وقد ورد في فضائل معاوية أحاديث كثيرة لكن ليس فيها ما يصح من طريق الإسناد، وبذلك جزم إسحاق بن راهويه، والنسائي، وغيرهما، والله أعلم». انتهى.