بداية سلطان معاوية العام
  العنها والعن نسلها». فقالت عائشة: أوليس قد أسلمت؟ فقال: «والله ما أسلموا إلا رعباً وخوفاً من السيف» فقلت: يا رسول الله، فبيِّن لي رؤياها؟ قال: «أما ما زعمت رؤياها أن الشمس طلعت عليها فإن تلك الشمس التي طلعت عليها فعلي بن أبي طالب، وأما القمر الذي خرج من فرجها فابن لها يناوئ علي بن أبي طالب، وهو معاوية مفتون فاسق جاحد لله، فتلك الظلمة التي زعمت، ورَأَتْ كوكباً خرج من القمر أسود، فشد على شمس خرجت من الشمس أصغر من الشمس فابتلعها، فاسود لابتلاعها الأُفق، فذلك ابني الحسين يقتله ابن معاوية؛ فأما الكواكب المسْوَدَّة التي أحاطت بالأرض من كل جانب، فتلك ملوك بني أمية يقتلون ولدي، وينالون من أهل بيتي حتى يملك منهم أربعة عشر»(١). انتهى.
بداية سلطان معاوية العام
  بويع لمعاوية بن أبي سفيان في شوال سنة ٤١ هـ ببيت المقدس، فكانت أيامه تسع عشرة سنة وثمانية أشهر، وتوفي في رجب سنة ٦٠ هـ، وله ثمانون سنة، من مسلمة الفتح، وكان هو وأبوه من المؤلفة قلوبهم، رأس الفئة الباغية، الداعية إلى النار.
  تخلى الحسن بن علي @ عن القيام بتدبير شؤون الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان سنة ٤١ للهجرة لخمس بقين من شهر ربيع الأول.
  وكان تخلي الحسن # بسبب خذلان أصحابه وخيانتهم - كما تقدم برهانه - فبايع الناس معاوية، فسمي ذلك العام عام الجماعة، كما أظهر لعن عليِّ على المنابر
(١) المصابيح لأبي العباس (١/ ٣١٥).