بداية سلطان معاوية العام
  وسماه عام السُّنة، وقال: لأجرينه حتى إذا قُطِع قيل قُطعت السُّنة(١).
  نعم، من سوء شقاء معاوية بن أبي سفيان قيامه بعداوة خير الخلق بعد رسول الله ÷ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب #، وإشعال نار الحرب في وجه خلافته حتى قُتِل بينه وبين أمير المؤمنين قتلى كثيرة؛ ففي التحف: أن عدد القتلى سبعون ألف قتيل، وكل ذلك بسبب بغي معاوية على الخليفة العادل.
  ومن عيون القتلى الذين قتلهم معاوية في تلك الحرب الظالمة الصحابي الكبير عمَّار بن ياسر ¥ - وقد أشرنا إليه فيما تقدم - الذي قال فيه الرسول ÷ كما في الصحاح: «ما لهم ولعمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار»، «تقتلك الفئة الباغية» و «.. آخر زادك من الدنيا شربة لبن ..» أو كما قال. وتماماً كما أخبر الرسول ÷ فقد قَتَل عماراً الفئةُ الباغيةُ على إمام الحق علي بن أبي طالب #، وكان آخر زاده من الدنيا شربة من لبن.
  ومما أُثِر عن عمار ¥ في بعض أيام صفين ما رواه الإمام عبد الله بن حمزة # في الشافي [ج ١/ ٤٤٦] عن الأصبغ بن نباتة قال: إنه - أي عماراً - خرج في بعض أيام صفين والقراء محدقون به حتى دنا من مقام علي # في الصف، ثم وقف فقال: ألا أحدثكم بحديث سمعته من رسول الله ÷ في هذا الواقف يعني علياً #؟ قلنا: هات يا أبا اليقظان. قال: سمعت رسول الله ÷ يقول لهذا: «يا علي، إن الله زينك بزينة لم يزين أهل الدنيا بزينة هي أحبُّ إلى الله منها، وهي زينة الأبرار عند الله - الزهد في الدنيا، فجعلك لا تميل إليها، ولا تميل إليك، ووهب
(١) الشافي (١/ ٣٦١).