مروان بن الحكم (ت 65 هـ)
  وهو والي المدينة بقتل الحسين #، وهو الذي بايع علياً # ثم نكث البيعة مع أهل الجمل، وأُسر في الوقعة، وجيء به إلى علي # فلما رآه قال:
  فإمّا تثقفوني فاقتلوني ... وإن أسلم فلست إلى خلود
  فقام الحسن بن علي #، وشفع فيه، ومدّ يده إلى أمير المؤمنين #، وقال: هو يبايعك يا أمير المؤمنين، فنفح يده وقال: أمطها عني فإنها كف يهودية، أفليس قد بايعني في المدينة؟ قال: بلى، قال فأمطها عني أما والله لتكوننّ له إمرة كلعقة الكلب أنفه، وإنه لأبو الأكبش الأربعة(١).
  وبويع في الجابية(٢) في رجب سنة أربع وستين، وجددت له البيعة في ذي القعدة من سنة أربع أيضاً، قيل: توفي بالطاعون، وقيل: قتلته امرأته أم خالد، وهو أظهر القولين.
  وصلى عليه ابنه عبد الملك، توفي سنة خمس وستين في شهر رمضان، وكان قصيراً دقيقاً أوقص. انتهى.
  ولد مروان في سنة اثنين من الهجرة، وكان قصيراً أحمر أوقص(٣)، وفي عهد مروان كانت ولاية العراق ومكة والمدينة في يد عبد الله بن الزبير.
  والطريد: هو الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن
(١) شرح نهج البلاغة خطبة رقم (٧٢) (٦/ ١٤٦)، وربيع الأبرار للزمخشري (ج ٥/ ١٩٢) (رقم ١٨٧) وكتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان لسبط ابن الجوزي (٦/ ١٧٤).
(٢) الجابية: قرية من أعمال دمشق من ناحية الجولان قرب مرج الصفّر في شمالي حوران (معجم البلدان ٢/ ٩١).
(٣) الوَقَصُ: قُصْرُ العنق. (قاموس).