مروان بن الحكم (ت 65 هـ)
  قصي. كان يحاكي مشية رسول الله ÷ ويتخلج(١) فيها، استهزاءً برسول الله ÷، فقال له رسول الله ÷: «كن كما أنت»(٢).
  وكان يتجسس على رسول الله ÷، ويستمع له ساعة خلوته، ثم طرده لذلك رسول الله ÷ عن المدينة ولعنه، فسمي لذلك طريد رسول الله ÷ ولعينه، وحين مات رسول الله ÷ وتولى أبو بكر جاء عثمان إليه يشفع عنده في رجوع عمه الحكم بن أبي العاص إلى المدينة، فأبى ولم يقبل شفاعته، فلما مات أبو بكر جاء عثمان إلى عمر يشفع في رجوع عمه فأبى عمر، ولم يقبل شفاعة عثمان، واستعظم عمر أن يرد طريد رسول الله ÷ ولعينه؛ فلما استولى عثمان بعد موت عمر كان أول أعماله أن رد الحكم بن أبي العاص وأولاده إلى المدينة، وقد كان ذلك أحد الأمور والأحداث التي نقمت على عثمان(٣)، وتوفي الحكم في خلافة عثمان.
  قوله: (شُلَّتْ من يد الخَتْرِ)، هذا دعاء على من نصب ابن الطريد (أي: مروان) خليفةً للمسلمين وقائماً مقام رسول رب العالمين، وهو وأبوه عَدُوَّا رسول الله ÷ ولعيناه وطريداه.
  وقد كان الواجب على المسلمين طرد الطريد ولعن اللعين، لا أن ينزلوه منازل النبيين، ويسموه أمير المؤمنين، ويجعلوه خليفة رسول رب العالمين، وهو لعين الله في
(١) تخلج المفلوج في مشيته: تفكك وتمايل. قاموس.
(٢) شرح نهج البلاغة (١٥/ ١٧٥)، تاريخ الطبري (٥/ ٦٢٢)، الكامل في التاريخ (٤/ ١٤).
(٣) شرح نهج البلاغة (١/ ٣٣٥)، الكامل في التاريخ (٤/ ١٥)، الاستيعاب (١/ ٣٥٩)، تاريخ اليعقوبي (٢/ ١٦٤)، الإصابة (٢/ ٩١)، الوافي بالوفيات (١٣/ ٧٠)، سير أعلام النبلاء (٣/ ٤٠٧)، أسد الغابة (١/ ٥١٤)، وغيرها.