[ذكر يزيد بن عبد الملك وهشام]
  وفي الكامل [٤/ ٣٣٢]: وعمد يزيد إلى كل ما صنعه عمر بن عبد العزيز مما لم يوافق هواه، فرده ولم يخف شناعة عاجلة ولا إثماً عاجلاً؛ فمن ذلك: أن محمد بن يوسف أخا الحجاج بن يوسف كان على اليمن فجعل عليهم خراجاً مجدداً، فلما ولي عمر بن عبد العزيز كتب إلى عامله يأمره بالاقتصار على العشر ونصف العشر، وترك ما جدده محمد بن يوسف، وقال: لئن يأتيني من اليمن حفنة ذرة أحب إليَّ من تقرير هذه الوضعية؛ فلما ولي يزيد بعد عمر أمر بردها، وقال لعامله: خذها منهم ولو صاروا حرضاً، والسلام. انتهى(١).
  وفي أول سِنِيِّ خلافة يزيد بن عبد الملك خلعه يزيد بن المهلب ودخل البصرة وجمع الجموع، والتقى جيش اليزيدَينِ حول الأنبار، واقتتلا فهُزِمَ جيشُ اليزيد بن المهلب، فقتل يزيد بن المهلب وأربعة من إخوانه، وآخرون غيرهم من أحفاد المهلب، قتل هؤلاء في المعركة، وهذا بالإضافة إلى ثلاثة عشر أسيراً من آل المهلب بن أبي صفرة جيء بهم إلى يزيد بن عبد الملك فأمر بهم فقتلوا عن آخرهم(٢).
= فأهوى ليطير فقالت: يا أمير المؤمنين؛ إن لنا فيك حاجة، فقال: والله لأطيرن، فقالت: على من تخلف الأمة والملك؟ قال: عليكِ واللهِ، وقبَّل يدها؛ فخرج بعض خدمه وهو يقول: سخنت عينك فما أسخفك. وخرجَتْ معه إلى ناحية الأردن يتنزهان، فرماها بحبة عنب فدخلت حلقها فشرقت ومرضت وماتت، فتركها ثلاثة أيام لم يدفنها حتى أنتنت وهو يشمها ويقبلها وينظر إليها ويبكي، فكلم في أمرها حتى أذن في دفنها وعاد إلى قصره كئيباً حزيناً، اهـ. وانظر مرآة الزمان في تواريخ الأعيان لسبط بن الجوزي (١٠/ ٤١٩) وفوات الوفيات (٤/ ٣٢٣) والبداية والنهاية لابن كثير (١٣/ ١٥).
(١) أنساب الأشراف للبلاذري (٨/ ٢٤٥) وتاريخ ابن خلدون (٣/ ٩٦).
(٢) الكامل (٤/ ٣٤٢)، التنبيه والإشراف (١/ ١١٧)، تاريخ الطبري (٤/ ٨٦).