شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

هشام بن عبد الملك (ت 125 هـ):

صفحة 198 - الجزء 1

  وصلى عليه ابنه مسلمة، وكان جباراً طاغياً، ظلوماً غشوماً، لما علم سيرة عمر بن عبد العزيز في تراث سليمان وصَرْفَه إلى بيت المال إلا ملابسه - جعل مال الله ملابس، ونافس في الطراز حتى ضُرب به المثل، فقيل: طراز هشام⁣(⁣١)، وقطع وقر عشرة آلاف بعير بزّاً، ولم يدر أن الوليد بن يزيد يأتي لا يميز؛ حتى لقد تعسر عليهم كفنه.

  وروى أصبغ بن الفرج، قال: خرج هشام حاجاً، فحمل ثياب ظهره على ستمائة بعير، وكان أحول، قال لأبي النجم الراجز: أنشدني؛ فأنشده أرجوزته التي أولها:

  الحمد لله العظيم الأجْلَلِ

  ... إلى قوله:

  والشمس في الأفق كعين الأحول

  قال: وما وجدتَ مثالاً إلا عيني، إن بقيت بعد ثالثة ضربتُ عنقك⁣(⁣٢).

  وقال ذات يوم لسكينة بنت الحسين: أولاد أختك فاطمة بنت الحسين منكم أجود، أو أولادها منا؟ - لأنها كانت تحت الحسن بن الحسن، زوجها إياه عمه الحسين لما خطب إليه قال: اختر أيتهما شئت، فاستحيا. قال: أما إذا أبيتَ فقد اخترتُ لك فاطمة لأنها أشبههما بأمي فاطمة بنت رسول الله ÷، فجاءت بعبد الله وإبراهيم والحسن أولاد الحسن بن الحسن $، وخلف عليها عبد الله بن عمرو بن عثمان الذي كان يقال له: مطرف، وكان زواجه لها غصباً؛ لمكان سلطان


(١) في تاريخ دمشق ذكر كلاماً لهارون الملقب بالرشيد يقول فيه: الرشيد: دع هذا الكلام عنك يا أبا علي فوالله لا نمدح بمثل شعر كثير حتى يحاك لنا مثل طراز هشام. اهـ (٥٠/ ٨١).

(٢) الفائق في غريب الحديث (٣/ ٢٤٩)، الرسائل السياسية للجاحظ (١/ ٤٣٢)، الشعر والشعراء لابن قتيبة (٢/ ٥٨٩).