شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

هشام بن عبد الملك (ت 125 هـ):

صفحة 199 - الجزء 1

  بني أمية، وحاول ذلك باختيار فلم يُجَبْ إليه، وطلب أهلَها، وقالوا: أمرها إليها. وحاولها، فقالت: قد حلفت أيماناً غلاظاً. قال: أسلّم بكل نفس من الرقاب نفسين، وبكل شيء مما يلزم به الكفارة شيئين. وحاول الأمر من قِبَلِ أمها⁣(⁣١)، فجاءت فسألتها فلم تساعد، وكشفت خمارها، وقامت في الشمس ساعتين سدس نهار حتى اسودّت وخُشِي عليها التلف، وعلم أن لا قدرة لهم بالأمر فأجابوا؛ فولدت له: محمداً والقاسم وثالثاً.

  فلما قال هشام لسكينة ذلك - قالت: أبرزنا لك - يا أحول - يوم الطف؛ فقام وقال: إنك امرأة تحبين الشر⁣(⁣٢).

  وروى السيد أبو العباس الحسني في كتاب المصابيح [٣٩٩] ما مثاله: أخبرنا علي بن الحسين بن سليمان البجلي، قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن صالح الضميري، قال: حدثنا أحمد بن زنبور المكي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، قال: حدثنا جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن الحسين بن علي $ أن أمير المؤمنين ~ خطب على منبر الكوفة فذكر أشياء حتى قال: يملك هشام تسع عشرة سنة، وتواريه أرض رُصافة رُصفت عليه بالنار؛ مالي ولهشام؛ جبّار عنيد، قاتل ولدي الطيب المطيب، لا تأخذه رأفة ولا رحمة، فيصلب ولدي بكناسة الكوفة، زيد في الدرجة الكبرى من الدرجات العلى؛ فإن يُقتل زيد فعلى سنة أبيه.


(١) انظر مقاتل الطالبيين (١٨٣).

(٢) ورد كلام سكينة بنت الحسين لهشام في: تاريخ دمشق (٧٠/ ٢١)، أنساب الأشراف (٥/ ٦٢١).