ثورة الإمام زيد # ضد الظالمين:
  وخذله كثير ممن كان معه، وأهل الشام في اثني عشر ألفاً.
  وحاربهم # يوم الأربعاء ويوم الخميس، وحمل عليهم عشيَّة الخميس، فقتل من فرسانهم زيادة على مائتي فارس، وأصيب # آخر يوم الجمعة بنشابة في جبينه، فحُمل إلى دور أرحب وشاكر، وجيء بطبيب نزع النصل بعد أن عهد إلى ولده يحيى @ بجهاد الظالمين، ثم مات من ساعته، ودفن في مجرى ماء، وأُجري عليه الماء، فأبصرهم غلام سندي، فلما ظهر قَتْلُهُ، وصاح صائح يوسف بن عمر بطلبه دلّ عليه، فصلبوه في الكناسة، وحرّقوه بعد ذلك، وخبطوه بالشماريخ والعثاكيل حتى صار رماداً، ونسفوه في البر والبحر، وذرّوه في الرياح؛ فحرّق الله هشاماً ولعنه لعناً وبيلاً في الدنيا، وله في الآخرة عذاب النار(١).
  ومن رواية الزهري، رواه السيد أبو طالب # في أماليه، قال: دخلتُ على هشام بعد قتل زيد بن علي #، فقال لي هشام: إني ما أراني إلا أوبقت نفسي.
  فقال الزهري: وكيف ذلك؟
  قال: أتاني آت فقال: إنه ما أصاب أحد من دماء آل محمد شيئاً إلا أوبق نفسه من رحمة الله.
(١) ذُكِرَ السبب في خروج الإمام زيد بن علي # على هشام وتفاصيل قيامه وما جرى من القتال والخذلان من أصحابه و ... إلخ في أغلب كتب التاريخ بعضها يفصل وبعضها يختصر، وبعضها يخالف ما هنا إما ترتيباً أو ألفاظاً، ولكنها متفقة في المعنى فمن هذه المصادر: تاريخ الطبري حوادث سنة ١٢١ هـ (٧/ ١٦٠، وما بعدها)، الكامل في حوادث سنة ١٢٢ هـ (٤/ ٢٦٦، وما بعدها)، مقاتل الطالبيين (١٢٩، وما بعدها)، تجارب الأمم حوادث سنة ١٢١ هـ (٣/ ١٢٨، وما بعدها).