ثورة الإمام زيد # ضد الظالمين:
ثورة الإمام زيد # ضد الظالمين:
  وكان قيامه # ليلة الأربعاء لسبع بقين من المحرم سنة ١٢٢ هـ من دار معاوية بن إسحاق الأنصاري، وكان ميعاده لأولى ليلة من صفر فأعجله الطلب.
  وكان ديوانه قد انطوى من أهل الكوفة على خمسة عشر ألف مقاتل خارجاً عمن بايع من أهل الأمصار وسائر البلدان.
  وبايعه من الفقهاء الذين أخذوا العلم عنه واختلفوا إليه: أبو حنيفة، وأعانه بمال كثير، ومنهم سلمة بن كهيل، ويزيد بن أبي زياد، وهارون بن سعد، وأبو هاشم الرماني، ومنصور بن المعتمر.
  ولما خرج # خرج معه القُرَّاء والفقهاء وأهل البصائر قدر خمسة آلاف رجل في زيٍّ لم ير الناس مثله، وتخلّف باقي الناس عنه، فقال: أين الناس؟ قالوا: احتبسوا في المسجد. فقال: لا يسعنا عند الله خذلانهم، فحمل حتى وصل إليهم، وأمرهم بالخروج فلم يفعلوا، ولم يفلحوا، فقال نصر بن خزيمة: يا أهل الكوفة، اخرجوا من الذل إلى العز، وإلى خير الدنيا والآخرة، وأدخلوا الرايات عليهم من طاقات المسجد، فلم ينجح ذلك فيهم شيئاً، وأقبلت جنود أهل الشام من تلقاء الحيرة، فحمل عليهم # كأنه الليث المغضب، فقتل منهم أكثر من ألفي قتيل بين الحيرة والكوفة، وأقام بين الحيرة والكوفة، ودخلت جنود الشام الكوفة، ففرّق أصحابه فرقتين: فرقة بإزاء أهل الكوفة، وفرقة بإزاء أهل الحيرة.
  ولم يزل أهل الكوفة يخرج الواحد منهم إلى أخيه، والمرأة إلى زوجها، والبنت إلى أبيها، والصديق إلى صديقه، فيبكي عليه حتى يرده؛ فأمسى # وقد رقّ عسكره،