شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

كيفية بداية الدولة العباسية:

صفحة 220 - الجزء 1

  الْمُضَرِيَّة، واشتعلت الحرب بين الفئتين، وسفك فيها كثير من الدماء، حتى إذا وهنت قوة مضر أعلن أبو مسلم الثورة عليه وعلى من وراءه من الأمويين، وأخذت رايات العباسيين السوداء تخفق فوق جنوده، وحواضر خُراسان تسقط واحدة إثر أخرى تحت يده.

  ويستصرخ نصر بن سيار مروان بن محمد وابن هبيرة واليه على العراق أن يمداه بالنجدات، ولكنهما كانا في شُغل عنه بثورات الخوارج في العراق وغير العراق، ويموت محمد بين الرَّي وهمدان.

  وتتقدم جيوش أبي مسلم بقيادة قحطبة وابنه الحسن مستخلصة المدن والحصون مدينة مدينة، وحصناً حصناً، وما تلبث أن تقتحم العراق ويسرع ابن هبيرة للقائها عبر الفرات، ويحاول قحطبة أن يتجنبه متجهاً إلى الكوفة، ثم يلتقي به فتدور عليه - كما دارت على نصر بن سيار من قبله - الدوائر، فينحاز بجيشه إلى واسط، ويُقتل قحطبة في ظروف غامضة، ويتولى القيادة بعده ابنه الحسن ويدخل الكوفة، دون أن يلقى أي مقاومة، وحينئذٍ تبرز إلى النور حكومة بني العباس السرية وعلى رأسها أبو سلمة الخلال.

  وكان مروان بن محمد قد قبض قبل دخول الحسن بن قحطبة الكوفة بوقت قصير على إبراهيم بن محمد الإمام؛ إذ عرف أنه هو الذي يُدبِّر هذه الثورة من مقره من الحميمة، وعرف إبراهيم أنه قاتله، فعهد بالأمر من بعده إلى أخيه أبي العباس السفاح، وقتل إبراهيم، ونقلت الأنباء إلى أبي العباس دخول الحسن بن قحطبة الكوفة، فخرج إليها في أهله يتقدمهم أعمامه: داوود، وعيسى، وصالح، وعبد الله،