شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الإمام إدريس بن عبد الله بن الحسن $ (ت 177 هـ)

صفحة 258 - الجزء 1

  وأخذ الرشيد أيضاً محمد بن يحيى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن $، فحُبس وقُيِّد وأمر بتثقيله والزيادة في حديده، فقال محمد بن يحيى: قل لصاحبك:

  إنِّي من القوم الذين تزيدهم ... قسواً وصبراً شدة الحدثان

  فلم يزل في الحبس حتى مات.

  ومن ضحايا هارون الغوي: الحسين بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، سُجن في المدينة المنورة، وضُرب بالسياط ضرباً مُبرحاً، فمات من ذلك الضرب.

  ومن ضحاياه أيضاً: العبَّاس بن محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $، أمر به هارون فأُدني إليه، فضربه بعود من حديد حتى مات⁣(⁣١).

  ومن ضحاياه: موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $، مات في سجن الرشيد، وكان يقعد الفراشون النصارى على وجهه⁣(⁣٢).


(١) ذكره أبو الفرج في مقاتل الطالبيين (٤١٢ - ٤١٣) وذكره ابن الجوزي في كتابه (المنتظم في تاريخ الملوك والأمم) (٧/ ٢١٤).

(٢) هو موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين علي بن الحسين السبط $، (١٢٨ هـ - ١٨٣ هـ) قال أبو الفرج في مقاتل الطالبيين (٤١٣): حدثني أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا يحيى بن الحسن قال: كان موسى بن جعفر إذا بلغه عن الرجل ما يكره بعث إليه بصرة دنانير، وكانت صراره ما بين الثلاثمائة إلى المائتين دينار، فكانت صرار موسى مثلا.

حدثني أحمد بن سعيد، قال: حدثنا يحيى: أن رجلا من آل عمر بن الخطاب كان يشتم علي بن أبي طالب إذا رأى موسى بن جعفر، ويؤذيه إذا لقيه، فقال له بعض مواليه وشيعته: دعنا نقتله، فقال: لا، ثم مضى راكباً حتى قصده في مزرعة له فتواطأها بحماره، فصاح لا تدس زرعنا، فلم يصغ إليه وأقبل حتى نزل عنده، فجلس معه وجعل يضاحكه، وقال له: كم غرمت على =