(الأمين) محمد بن هارون (الغوي) بن محمد بن عبد الله (ت 198 هـ)
  والجواري والخصيان.
  وقد حكى عنه رواة أخبارهم كمحمد بن جرير وغيره: أن الجنود لما نزلت من عقبة حلوان جاء إليه الخبر، فقال له: يا مولاي؛ هذا طاهر بن الحسين قد نزل من عقبة حلوان في الجيوش، فلم يلتفت إليه، فلما ألحّ عليه انتهره، وقال: كوثر قد صاد سمكتين، وأنا ما قد صدت شيئاً(١).
  ولما حُصر في بغداد، وضُويق إلى مدينة المهدي، وصارت المجانيق تقع في شق بساطه، وهو يختار الجواري للغناء، فغنته جارية فأخطأت في غنائها في الضرب أو في لفظه فشتمها بالقذف، وقال: تغنيني الخطأ؟! فأخذوها، وكان آخرُ العهد بها(٢).
  وشرح أخباره في هذا الباب يطول، وما أفاق من الخمر حتى الليلة التي قُتل فيها.
  ونكث العهد فيما بينه وبين أخيه - وإن كان لأولهم وآخرهم كالصفة الواجبة - ولاشتغاله بما كان عليه من المعاصي، واشتغاله بحرب أخيه؛ لهذا لم يقتل أحداً من أهل البيت $.
  ومما قيل فيه(٣):
  أضاع الخلافة غشّ الوزير ... وفسق الإمام وجهل المُشير
(١) العبر في خبر من غبر (١/ ٢٤٧)، تاريخ الإسلام (١٣/ ٢٧)، شذرات الذهب (٢/ ٤٤٥)، فوات الوفيات (٤/ ٤٦).
(٢) التاج في أخلاق الملوك (٤١).
(٣) تاريخ الطبري (٨/ ٣٩٦)، تاريخ الخلفاء (٢١٩)، تاريخ الإسلام (١٣/ ٢٣)، مروج الذهب (٣/ ٣٩٧)، الكامل في التاريخ (٥/ ٤١٦)، مرآة الزمان (١٣/ ٢٣٦) سمط النجوم العوالي (٣/ ٤٢٨)، الوافي بالوفيات (٢٤/ ٣١) وذكر أن الشاعر يوسف بن محمد الحربي شاعر طاهر بن الحسين، وذكر ذلك أيضاً في الوزراء والكُتَّاب (٣٣١).