(المأمون) عبد الله بن هارون (الغوي) (ت 218 هـ)
  وما ذاك إلا بفضل وبكر ... وشرّ المسالك طرق الغرور
  لواط الخليفة أعجوبة ... وأعجب منه خناث الوزير
  فهذا يدوس وهذا يداس ... كذاك لعمري اختلاف الأمور
  فلو يستعينان هذا بذاك ... لكانا بعرضة أمر ستير
  ولكن ذا لج في كوثر ... ولم يشف هذا دعاس الحمير
  فشنع فعلاهما منهما ... وصارا خلافاً كبول البعير
  وأعجب من ذا وذا أننا ... نبايع للطفل منّا الصغير
  ومن ليس يحسن مسح استه ... ولم يخل من بوله حجر ضير
  وما ذاك لولا اختلاف الزمان ... في العير يكتب أم في النفير
  ولكنها فتن كالجبال ... يرفع فيها بضبع الحقير
  فانظر إلى حكاية حاله وما كان عليه، وما يُقال ذلك إلا من خواصّهم وأوليائهم، ومن يريد تغطية أفعالهم. انتهى من الشافي [١/ ٦١٣].
  ***
  ٤٤ - وأخوه عبد الله قَاتِلُه ... وهو الخؤون وصاحب المَكْر
(المأمون) عبد الله بن هارون (الغوي) (ت ٢١٨ هـ)
  هذا هو عبد الله الملقب بالمأمون ابن هارون الرشيد.
  قال في الشافي [١/ ٦١٣]: بويع له يوم الأحد لخمس بقين من المحرم سنة ثمان وتسعين ومائة، ومات بالنديدون(١) من أرض الرُّوم لثمان خلون من رجب سنة
(١) هكذا في الشافي، ولعلها: البَذَنْدُونُ، قال ياقوت: بَذَنْدون: بفتحتين وسكون النون ودال مهملة وواو ساكنة ونون: قرية بينها وبين طرسوس يوم من بلاد الثغر، مات بها المأمون، فنقل إلى =