شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

(المأمون) عبد الله بن هارون (الغوي) (ت 218 هـ)

صفحة 267 - الجزء 1

  غاية التمكن، واستغلظ واستوى على سوقه، وتمددت عروقه، فلم يتمكن المأمون من اجتثاثه واستئصال عروقه، مع أن المعتصم أخا المأمون قد كان في خلافته يسعى إلى ذلك الهدف الذي يسعى إليه المأمون قبل، فلم يتم لهما ما طلبا، ولم يحصل ما أرادا؛ لما ذكرنا من تمكن ذلك المذهب.

  ولسبب آخر هو أن من بعدهما من الخلفاء العباسيين انتصروا لمذهب بني أمية غاية الانتصار، وتنكروا لما كان المأمون يسعى إلى نصرته.

  وفي مروج الذهب [٤/ ٢٢٧]: وذكر محمّد بن علي الخُرَاساني وهو يصف للقاهر ملوك بني العباس عند ذكره للمأمون: وأظهر القول بالتوحيد، والوعد والوعيد، وجالس المتكلمين، وقرب إليه كثيراً من الجدليين المبرزين والمناظرين، كأبي الهذيل⁣(⁣١)، وأبي إسحاق إبراهيم بن سيار النظام⁣(⁣٢)، وغيرهم.


(١) أبو الهذيل: محمد بن الهذيل بن عبد الله بن مكحول البغدادي أبو الهذيل المعتزلي، من الطبقة السادسة، كان يلقب بالعلاف لأن داره بالبصرة كانت في العلافين، الشيخ المشهور المتكلم، العدلي الجدلي، قال القاضي: ومناظراته مع المجوس والثنوية وغيرهم طويلة ممدودة وكان يقطع الخصم بأول كلام. ذكر أبو الحسين الخياط أنه ولد سنة إحدى وثلاثين ومائة، وذكر المرتضى أنه مات أيام المتوكل سنة خمس وثلاثين ومائتين. انظر الجداول (خ)، والمنية والأمل في شرح كتاب الملل والنحل. اهـ. (من حاشية صفوة الاختيار).

(٢) أبو إسحاق النظَّام: إبراهم بن سيار النظَّام البصري المعتزلي. قال الإمام المهدي في شرح الملل والنحل: قيل: إنه كان لا يكتب ولا يقرأ وقد حفظ التوراة والإنجيل والزبور مع تفسيرها. قال الجاحظ: ما رأيت أحداً أعلم في الفقه والكلام من النظَّام. وهو من الطبقة السادسة من المعتزلة. اهـ. وسمي نظَّاماً؛ لأنه كان ينظم الكلام، وقيل: كان ينظم الخرز، توفي سنة بضع وعشرين ومائتين. وهو من ألمع الأعلام الذين يتكرر ذكرهم والاستشهاد بآرائهم في علم الكلام في مؤلفات المعتزلة. اهـ. (من حواشي الانتصار).