(الواثق) هارون بن محمد بن هارون (ت 232 هـ):
  أبا جعفر، وأُمُّه أم ولد رومية تسمى قراطيس.
  وفي الشافي [١/ ٦٧٤]: وكان في أيامه من أهل البيت $ محمّد بن جعفر بن يحيى بن عبد الله $، الخارج بتاهَرْت السفلى، الغالب عليها وذريته إلى سنة تسعين ومائتين، وكان فاضلاً ورعاً عالماً كاملاً عادلاً، يقسم بالسويَّة، ويرفق بالرعيَّة، متواضعاً يركب الحمار، ويطوف في الأسواق للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويحضر جنائز الأشراف.
  وكان الواثق أمثل القوم طريقة، ولا سيما في السيرة والاعتقاد ومعاملة العترة $، فإنه حمل من قدر عليه منهم إلى (سر من رأى)، وأدرَّ عليهم الأرزاق الواسعة، وسكن جانبهم باللطف بهم، وأحسن السيرة في الرعيَّة وأظهر شيئاً من العدل، وحسن القول في باب الاعتقاد، والتشدد على أهل الجبر والقدر والإرجاء، وكان في باب اللهو والشرب واللعب على منهاج من سبقه من أهل بيته، وله الألحان المعروفة في الغناء بالواثقية، وهي العشرة المختارة من المائة التي كان المسمى بالرشيد اختارها، ولم يقتل في أيامه من أهل البيت $ إلاَّ ما رواه محمّد بن علي بن حمزة: أن علي بن محمّد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $ قتل بالرَّي في الوقعة التي كانت بين محمّد بن ميكال و محمّد بن جعفر(١).
  ولم يزل الحال جميلاً، وكثير من أهل البيت $ في حال الأُنس في (سر من رأى) في غاية الجلالة حتى أيام المسمى المتوكل، وسنذكرها ببعض التفصيل.
  وكان للواثق - مع الذي ذكرنا من تحليه بالصلاح - في الإقدام على المصادرات
(١) مقاتل الطالبيين (٤٧٦).