(الواثق) هارون بن محمد بن هارون (ت 232 هـ):
  والتعذيب أمر عظيم، وكان يضرب ألف سوط ونحوها، ويقتل في العذاب، فدفَّع أحمد بن إسرائيل ثمانين ألف دينار وضربه نحواً من ألف سوط، وأخذ من سليمان بن وهب أربعمائة ألف دينار، ومن الحسن بن وهب أربعة عشر ألفاً، ومن أحمد بن الخصيب وكُتَّابه مائة ألف دينار، ومن إبراهيم بن رباح وكُتّابه مائة ألف دينار، ومن نجاح ستين ألف دينار، ومن أبي الوزير صلحاً مائة ألف وأربعين ألفاً؛ هذا سوى ما أخذ من العمال(١).
  وذكر مصنف أخبارهم أن السبب الباعث للواثق على مصادرة الكُتّاب والعمال أنه قال ذات ليلة: لست أشتهي النبيذ في هذه الليلة ولكن هلمُّوا نتحدث.
  فنهض إلى القبة الْمِنْطَقة، وكانت بيضاء كأنها بيضة إلا قَدراً، في وسطها ساج منقوش مغشى باللازورد(٢) والذهب، فسألهم عن السبب الذي بعث جدَّه هارون على البرامكة، فأخبروه أن ذلك كان سبب طلب المال، وقَصُّوا له قصصاً لو ذكرناها لطال بها الكتاب(٣).
  ومات الواثق لست بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين. انتهى من الشافي [١/ ٦٧٦].
  نعم، والواثق هو ثالث الخلفاء العباسيين الذين ثاروا على بعض السنن التقليدية الموروثة عن خلفاء بني أمية، والتي تمثلت في المذاهب الفكرية.
(١) انظر تاريخ الطبري (٩/ ١٢٥) وسير أعلام النبلاء (١٠/ ٣١٢).
(٢) قال في معجم اللغة العربية المعاصرة: ٤٥٠٦ - ل ا ز و ر د: اللاَّزَوَرْد: معدن يُتَّخذ للحليّ وأجوده الصَّافي الشفَّاف الأزرق الضَّارب إلى حمرة وخضرة، وله منافع في الطِّب رصَّعت خاتمَها باللاَّزورد. اهـ (٣/ ١٩٨٦).
(٣) تاريخ الطبري (٥/ ٢٧٥).