(المنتصر) محمد بن المتوكل (ت 248 هـ):
  ومن وصيته لأحد عماله حين وجهه إلى المدينة: إني أوجهك إلى لحمي ودمي، ومَدَّ جلد ساعده وقال: إلى هذا وجهتك، فانظر كيف تكون للقوم، وكيف تعاملهم - يعني آل أبي طالب - ... إلخ(١).
  وأمر برد فدك إلى أولاد الحسن والحسين @، وأطلق أوقاف العلويين جميعاً، وأمر أن لا يتعرض أحد لشيعتهم بأذى أو مكروه(٢).
  هذا، ولما وَلِيَ المنتصر الخلافة ألحَّ عليه الأتراك الذين قتلوا المتوكل بأمره أن يخلع المعتز والمؤيد الَّذَين كان أبوهما المتوكل قد عقد لهما بعهد الخلافة الواحد بعد الآخر، وذلك خوفاً منهما أن ينتقما لأبيهما فخلعهما المنتصر.
  وقد كان الأتراك في هذه الفترات وما تلاها هم المسيطرون على الأمر، يخلعون من أحبُّوا، وينصبون من شاءُوا.
  فلما مات المنتصر نصَّب الأتراك المستعين للخلافة، وأخرجوا الخلافة عن أولاد المتوكل وردوها إلى بيت المعتصم.
  ***
(١) «تاريخ الطبري (٩/ ٢٥٤)، والكامل في التاريخ (٦/ ١٨٨).
(٢) بعضه في تاريخ الخلفاء (٢٦٠).