(المستعين) أحمد بن محمد بن هارون (ت 252 هـ)
  ٥٤ - والمُسْتعين تلاه مُعْتزٌّ ... والمُهْتَدِي في غَيِّهم يجري
  ٥٥ - وانْصَبَّ سوط عذابِ نَاجِمِنَا ... فأذاقهم كأساً من المُرِّ
  ٥٦ - دارت بهم أسيافه مائتا ... ألف ونصف النِّصف لِلْقَفْرِ
  ٥٧ - أفناهم واسْأَلْ مَلَاحِمَه ... تُنْبِئْكَ عمَّا عُدَّ في السِّفْر
  في هذه الأبيات ثلاثةٌ من بغاة العباسية، أولهم:
(المستعين) أحمد بن محمّد بن هارون (ت ٢٥٢ هـ)
  هو أبو العباس أحمد بن محمّد المعتصم بن هارون الرشيد، بويع له يوم الاثنين لأربع خلون من شهر ربيع الآخر سنة ٢٤٨ هـ، وهو جارٍ مجرى من تقدمه في انتهاك المحرمات.
  وفي أيام المستعين قام الإمام يحيى بن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي $، وكان قد خرج في أيام المتوكل فأُخذ وحُبس وضرب، ثم أطلق بعد حين، ثم خرج إلى الكوفة زمن المستعين ودعا إلى الرضا من آل محمَّد ÷، وأظهر العدل وحسن السيرة على طريق الأئمة الطاهرين، وكان عالماً عابداً، كريماً، شجاعاً، مكتمل القوى، شديد البدن، مجتمع القلب، وقُتِل ¥ بعد معارك وحروب بينه وبين جنود المستعين، ورثاه الكثير من الشعراء المجيدين بما لم يُرْثَ به أَحَدٌ قبْلَهُ ولا بعدَهُ(١).
(١) المقاتل (٥٠٦) ولكنه غلط في اسمه فقال: يحيى بن عمر بن الحسين بن زيد ... إلخ. اهـ
قال في مروج الذهب (٤/ ٦٢، وما بعدها) وقد مدحه بمحبة الناس ما لفظه: لأنه استفتح أموره بالكف عن الدماء والتورع عن أخذ شيء من أموال الناس، وأظهر العدل والإنصاف، وقال بعد إيراده للمرثاة التالية: وكان يحيى دَيِّناً كثير التعطف والمعروف على عوام الناس بارّاً بخواصهم، واصلاً لأهل بيته، مؤثراً لهم على نفسه، مثقل الظهر بالطالبيات، يجهد نفسه ببرهن =