وثالثهم: (المهتدي) محمد بن هارون الواثق (ت 256 هـ)
  فحبس بها حتى مات.
  وفي سنة خمس وخمسين ومائتين في يوم الأربعاء لثلاث بقين من رجب خلع الأتراكُ المعتز، دخلوا عليه، فجرُّوه برجله إلى باب الحجرة، وضربوه، وكان بعضهم يلطمه وهو يتقي بيده، وأدخلوه الحجرة، وأحضروا جماعة أشهدوهم على خلعه، وأن للمعتز الأمان هو وولده وأُمُّه وأخته.
  وبعد ذلك سلمه الأتراك إلى من يعذبه، فمنعه الطعام والشراب ثلاثة أيام، ثم أدخلوه سرداباً، وجصصوا عليه فمات، فلما مات أشهدوا على موته بني هاشم والقواد، وأنه لا أثر فيه، ودفنوه مع المنتصر، وكانت خلافته من حين بويع إلى أن خُلع أربع سنين وستة أشهر وثلاثة عشر يوماً، وكان عمره كله أربعاً وعشرين سنة(١).
وثالثهم: (المهتدي) محمّد بن هارون الواثق (ت ٢٥٦ هـ)
  وفي يوم الأربعاء لليلة بقيت من رجب سنة ٢٥٥ هـ بايع الأتراك لمحمّد بن الواثق.
  وفي رجب الخامس عشر منه سنة ٢٥٦ هـ خلعوه وقتلوه بعد وقعة قتل فيها الآلاف من الأتراك وأنصار المهتدي، ولّى فيها المهتدي منهزماً وهو يقول وينادي: يا معشر المسلمين، أنا أمير المؤمنين، قاتلوا عن خليفتكم.
  فلم يجبه أحد، فأخذه الأتراك، وحبسوه، ثم داسوا خصيتيه، وصفعوه حتى مات، وأشهدوا على موته أنه سليم ليس به أثر، ودفن بمقبرة المنتصر(٢).
(١) ذكر هذه الحادثة وما بعدها إلى موته بتفصيل أكثر في تاريخ الطبري (٩/ ٣٨٩، وما بعدها).
(٢) ذكر قصة مقتله في مروج الذهب (٤/ ١٠٠) بعد ذكر المعارك وندائه في الأسواق ولا أحد يجيبه وتلطفه في الكلام لبعضهم ثم التحريض عليه من بعضهم فقال: فلما سمعوا هذا القول استرجعوا وجاءوه بالخناجر، فكان أول من جرحه ابن عم لبايكيال، جرحَه بخنجر في =