[علوي البصرة والخارجون في أيام المهتدي]
[علوي البصرة والخارجون في أيام المهتدي]
  وفي أيام المهتدي كان ابتداءُ أمرِ الناجم واسمه علي بن محمّد بن أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، فابتداء أمره قد كان سنة ٢٥٥ هـ، واستمر إلى سنة ٢٧٠ هـ وقد كان أكثر جيشه من الزنوج.
  وكما قال شيخنا #: فقد صب الله به على جيوش الضلال أسواط العذاب، وأذاقهم به مرارة النكال والوبال، وحصد بسيفه من الجيوش العباسية مائتي ألف وخمسين ألفاً، وامتلأت دنيا العباسيين من هذا الناجم خوفاً ومهابة، وضاقت عليهم الدنيا بخروجه(١).
  وخرج مع الناجم جماعة من الطالبيين، منهم: محمّد بن القاسم بن الحمزة بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب، وطاهر بن أحمد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب.
  قال الإمام عبد الله بن حمزة في الشافي [١/ ٧١٢]: وفي أيام المهتدي نجم الناجم
= أوداجه، وانكبَّ عليه فالتقم الجرح والدم يفور منه، وأقبل يمصُّ الدم حتى روي منه، والتركي سكران، فلما رويٍ من دم المهتدي قام قائماً وقد مات المهتدي، فقال: يا أصحابنا قد رَوِيت من دم المهتدي كما رَوِيتُ في هذا اليوم من الخمر .... وقد تنوزع فيما ذكرنا من قتل المهتدي، والأشْهَرُ ما ذكرناه من قتله بالخناجر، ومنهم من رأى أنه عصرت مذاكيره حتى مات، ومنهم من رأى أنه جعل بين لوحين عظيمين وشد بالحبال إلى أن مات، وقيل: قتل خنقاً، وقيل: كبس عليه بالبسط والوسائد حتى مات. فلما مات داروا به ينوحون ويبكون عليه، وندموا على ما كان منهم من قتله، لما تبينوا من نسكه وزهده، وقيل: إن ذلك كان يوم الثلاثاء لأربع عشرة بقيت من رجب سنة خمس وخمسين ومائتين. اهـ.
(١) مروج الذهب (٤/ ١٠٨، وما بعدها)، تاريخ الطبري (٩/ ٤١٠، وما بعدها).