[القائمون في أيام المعتمد من العترة الزكية]
  واسم الموفق طلحة بن جعفر المتوكل، وهو أخو المعتمد غير أنه كان هو القائم بتدبير شؤون السلطان دون المعتمد.
  وقد كان المعتمد جعل ولاية العهد لولده جعفر ولقبه بالمفوّض، غير أن الموفق طلحة خلع جعفراً من ولاية العهد وجعلها لابنه المعتضد، وحبس المعتمد.
  قال في مروج الذهب [٢/ ١٢٨]: وقد كان المعتمد آثر اللذة، واعتكف على الملاهي، وغلب أخوه أبو أحمد الموفق على الأمور وتدبيرها، ثم حظر على المعتمد وحبسه، فكان أول خليفة قهر وحبس وحجر عليه. انتهى.
  ومات الموفق ليلة الخميس لثلاث بقين من صفر سنة ٢٧٨ هـ، ومات المعتمد بعد موت الموفق في ليلة الثلاثاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت من رجب سنة ٢٧٩ هـ، وكان موته بالسُّم كما في مروج الذهب [٢/ ١٣٦].
  وقد كان المعتمد منهمكاً في اللّهو واللذات غير أن أخاه طلحة الذي لقب بالموفق نهض بالأمر من دونه، فثبَّت الخلافة إلى أبعد حدّ، وأعاد إليها بحزمه وعزمه وجده هيبتها ومكانتها.
  وقد ترك أخاه عاكفاً على ملذاته، واحتمل أعباء الخلافة بحيث أصبح هو الخليفة الحقيقي، أما أخوه فلم يكن له من الخلافة سوى الاسم، وقد صوَّر ذلك بنفسه قائلاً(١):
  أليس من العجائب أن مثلي ... يرى ما قلَّ ممتنعاً عليه
  وتؤخذ باسمه الدنيا جميعاً ... وما من ذاك شيءٌ في يديه
(١) ذكر أبيات المعتمد هذه وبعض أحواله في الكامل في التاريخ (٦/ ٤٧٠)، البداية والنهاية (١٤/ ٦٤٣)، تاريخ الخلفاء (١/ ٢٦٦).