[القائمون في أيام المعتمد من العترة الزكية]
  زيد في الأحكام.
  ولما غلب يعقوب بن الليث الصفار على نيسابور أسر الحسين(١) بن إبراهيم بن علي بن عبد الرحمن بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب $، وحمله إلى طبرستان، فمات في الطريق.
  وتوفي محمّد(٢) بن عبد الله بن زيد بن عبد الله بن الحسن بن زيد بن الحسن بمحبسه بنيسابور، وأسره في وقعة طبرستان، فهؤلاء ئءمن الفضلاء من الذُّريَّة الطَّاهرة حصدتهم وملكتهم السيوف. قالت الذرية الطاهرة: يُطاع الله ولا يُعصى، وقالت الجنود الفاجرة العباسية يُعصى الله ولا يُطاع. أفاد ذلك في الشافي [١/ ٧١٤].
= قال الشريف ابن عنبة: وأمه عاتكة بنت الفضل بن عبد الرحمن بن العبَّاس بن الحارث، هاشميَّة، وهو عالم فقيه كبير زاهد ورع، مولده سنة ثمان وخمسين ومائة، ووفاته سنة أربعين ومائتين، عمي في آخر عمره. وكان أحمد بن عيسى قد بقي في دار الخلافة منذ تسلَّمَهُ الهادي بعد وفاة أبيه عيسى، ولما مات الهادي كان عند الرشيد إلى أن كبر وخرج ثُمَّ اختفى. فقال شيخنا أبو نصر البخاري: طلبَه المتوكل فوجده في بيت ختنه بالكوفة؛ وهو إسماعيل بن عبد الله بن عبيد الله بن الحسن بن عبيد الله بن العبَّاس بن علي بن أبي طالب، وكانت تحته أمة الله بنت أحمد بن عيسى بن زيد، فوجده وقد نزل الماء في عينيه فخلّى سبيله. وحكى الشيخ أبو الفرج الأصفهاني في كتاب الأغاني الكبير: أنه توفي إسحاق الموصلي المغني في شهر رمضان سنة خمس وثلاثين ومائتين، ونعي إلى المتوكل فغمه وحزن عليه وقال: ذهب صدر عظيم من جمال الملك وبهائه وزينته! ثُمَّ نُعِي إليه بعده أحمد بن عيسى بن زيد، فقال: تكافأت الحالتان! وقام الفتح بوفاة أحمد - وما كنتُ آمن وثبته عليّ - مقام الفجيعة بإسحاق، فالحمد لله على ذلك، هذا كلامه. وأوَّل ما طالعت هذه الحكاية في كتاب الأغاني كتبت على حاشية الكتاب بيتاً بذهني في الحال [من البسيط]:
يرون فتحاً مصيبات الرسول ويغـ ... ـتمّون إن مات في الأقوام عَوّادُ
هذا كلام الشريف ابن عنبة.
(١) المقاتل (٥٣٩).
(٢) المقاتل (٥٤٠).