شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

وممن قتل أيام المعتضد:

صفحة 322 - الجزء 1

  فيبني لها المصحات، ويوفر العيش والكساء، والأمن والرخاء؛ بل إن الرعية تكدح وتشقى وتتذوق مَرَارة الشقاء والكدح من أجل أن ينعم الخليفة ويلهو ويبني القصور ويملأها بالجواري من كل لون.

  وقال في مروج الذهب [٢/ ١٣٧]: كان قليل الرحمة، كثير الإقدام، سفاكاً للدماء، شديد الرغبة في أن يمثل بمن يقتله، وكان إذا غضب على القائد النبيل، والذي يختصه من غلمانه أمر أن تحفر له حُفيرة بحضرته، ثم يدلى على رأسه فيها، ويطرح التراب عليه، ونصفه الأسفل ظاهر على التراب، ويُداس التراب، فلا يزال كذلك حتى تخرج روحه من دبره.

  وذُكر من عذابه أنه كان يأخذ الرجل فيكتّف، ويقيد، فيؤخذ القطن، فيحشى في أذنه وخيشومه وفمه، وتوضع المنافخ في دبره حتى ينتفخ ويعظم جسمه، ثم يسد الدبر بشيءٍ من القطن، ثم يُفصَد - وقد صار كالجمل العظيم - من العرقين اللذين فوق الحاجبين، فتخرج النفس من ذلك الموضع، وربما كان يقام الرجل في أعلى القصر مجرداً موثقاً ويرمى بالنشاب حتى يموت.

  واتخذ المطامير، وجعل فيها صنوف العذاب، وجعل عليها نجاح الحرمي المتولي لعذاب الناس، ولم يكن له رغبة إلا في النساء والبناء، فإنه أنفق على قصره المعروف بالثريا أربعمائة ألف دينار، وكان طول قصره المعروف بالثريا ثلاثة فراسخ.

وممن قُتِل أيام المعتضد:

  محمّد بن زيد⁣(⁣١) بن محمّد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب $، وهو المعروف بالدَّاعي، وكان قبله أخوه الحسن بن زيد #(⁣٢).


(١) مقاتل الطالبيين (٥٤٢)، وذكر في البداية والنهاية مقتل محمد بن زيد (١٤/ ٦٩٠) فقال: =