شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

وممن قتل أيام المعتضد:

صفحة 323 - الجزء 1


= وقد كان محمد بن زيد هذا فاضلا دينا حسن السيرة فيما وليه من تلك البلاد وكان فيه تشيع. اهـ وفي كتاب الفرج بعد الشدة للتنوخي (٢/ ٣٣٤): محمد بن زيد العلوي يضرب مثلا عاليا في النبل، حدثنا أبو الفرج علي بن الحسين المعروف بالأصبهاني الكاتب، قال: كان محمد بن زيد العلوي، الداعي بطبرستان، إذا افتتح الخراج، نظر ما في بيت المال من خراج السنة التي قبلها، ففرق في قبائل قريش قسطا، على دعوتهم، وفي الأنصار، وفي الفقهاء، وأهل القراءات، وسائر طبقات الناس، حتى يفرق جميع ما بقي.

فجلس سنة من السنين، يفرق المال، على ما كان يفعل، فلما فرغ من بني هاشم، دعا بسائر بني عبد مناف، فقام رجل، فقال له: من أي بني عبد مناف أنت؟ فسكت. قال: لعلك من ولد معاوية؟ قال: نعم. قال: فمن أي ولده أنت؟ فسكت. قال: لعلك من ولد يزيد؟ قال: نعم. قال: بئس الاختيار اخترت لنفسك، من قصدك بلدا ولايته لآل أبي طالب، وعندك ثأرهم في سيدهم وإخوته وبني عمه، وقد كانت لك مندوحة عنهم بالشام والعراق، عند من يتولى جدك، ويحب رفدك، فإن كنت جئت عن جهل بهذا منك فما يكون بعد جهلك شيء، وإن كنت جئت متمريا بهم، فقد خاطرت بنفسك. فنظر إليه العلويون نظراً شديداً، فصاح بهم محمد، وقال: كفوا عافاكم الله، كأنكم تظنون أن في قتل هذا دركاً أو ثأراً بالحسين بن علي ®، وأي جرم لهذا؟ إن الله ø قد حرم أن تطالب نفس بغير ما اكتسبت، والله لا يعرض له أحد إلا أقدته به، واسمعوا حديثاً أحدثكم به، يكون قدوة لكم فيما تستأنفون من أموركم؛ حدثني أبي، عن أبيه، قال: عرض على المنصور، سنة حج، جوهر فاخر، فعرفه، وقال: هذا كان لهشام بن عبد الملك، وهذا بعينه، قد بلغني خبره، عند ابنه محمد، وما بقي منهم أحد غيره. ثم قال الربيع: إذا كان غدا، وصليت بالناس في المسجد الحرام، وحصل الناس فيه، فأغلق الأبواب كلها، ووكل بها ثقاتك من الشيعة، واقفلها وافتح للناس باباً واحداً، وقف عليه، فلا يخرج إلا من عرفته.

فلما كان من الغد، فعل الربيع ما أمره به، وتبين محمد بن هشام القصة، فعلم أنه هو المطلوب، وأنه مأخوذ، فتحير.

وأقبل محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $ على أثر ذلك، فرآه متحيراً، وهو لا يعرفه، فقال له: يا هذا، أراك متحيراً فمن أنت؟ ولك أمان الله التام العام، وأنت في ذمتي حتى أخلصك. فقال: أنا محمد بن هشام بن عبد الملك، فمن أنت؟ =