و محمّد بن زيد هو القائم بخراسان، يضرب بعدله المثل، وهو الذي أجرى فيها رسوم العدل، ونفى رسوم الجَور، وأظهر معالم الدين، وعزَّت الذُّريَّة الطّاهرة في أيامه وأيام أخيه، وانتصف من الأعداء، وأقام بها سوق العدل والتوحيد، ونفى الجبر والتشبيه والمذاهب الرديّة من القدر والإرجاء.

  فقُتِل # في وقعة بينه وبين الجيوش العباسية، ومشهده بجرجان مشهور مزور، وفي هذه الوقعة أسر ابنه زيد بن محمّد بن زيد، وكانت شهادته # يوم الجمعة في شهر رمضان سنة ٢٧٧ هـ.

قيام الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين # في أرض اليمن (ت ٢٩٨ هـ):

  وفي أيام المعتضد قام في أرض اليمن الإمام الهادي إلى الحق المبين يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم $، أحيا الله تعالى به الدين، وطهرّ به أرجاس القرامطة، وقد كان له معهم نيف وسبعون وقعة، كانت اليد له فيها عليهم⁣^(⁣١).

=

لَا تَقُلْ بُشْرَى وَلَكِنْ بُشْرَيَانِ ... غُرَّةُ الدَّاعِي وَيَوْمُ الْمِهْرَجَانِ

فقال له الحسن بن زيد: لو ابتدأت بالمصراع الثاني لكان أحسن، وأبعد لك أن تبتدئ شعرك بحرف (لا). فقال له الشاعر: ليس في الدنيا كلمة أجل من قول: لا إله إلا الله. فقال: أصبت. وأمر له بجائزة سنية. اهـ. وقد أثنى على الحسن بن زيد ابن الأثير في الكامل (٦/ ٥٥) وذكر عنه قصصاً عظيمة في جوده وتواضعه وغير ذلك من صفاته العظيمة.

(١) وقد ذكر الإمامَ الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين ومدحه بما هو أهله إمامُ المحدثين في عصره يحيى بن أبي بكر العامري في الرياض المستطابة، فقال: أولهم وأولاهم بالذكر الإمام الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن المثنى، كان مولده بالمدينة، ومنشأُه بالحجاز، وتعلمه به وبالعراق، وظهور سلطانه باليمن سنة ثمانين ومائتين، وكان جاء إلى اليمن وقد عم بها مذهب القرامطة والباطنية، فجاهدهم جهاداً شديداً، وجرى =