وممن قتل أيام المعتضد:
= قال: أنا محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. فقال محمد بن هشام: عند الله أحتسب نفسي. قال: لا بأس عليك، فإنك لست قاتل زيد، ولا في قتلك إدراك ثأره، وأنا الآن بخلاصك أولى مني بإسلامك، ولكن تعذرني في مكروه أتناولك به، وقبيح أخاطبك به، يكون فيه خلاصك بمشيئة الله تعالى. قال: أنت وذاك. قال: فطرح رداءه على رأسه ووجهه، ولببه به، وأقبل يجره. فلما وقعت عين الربيع عليه، لطمه لطمات، وجاء به إلى الربيع، وقال: يا أبا الفضل، إن هذا الخبيث جمال من أهل الكوفة، أكراني جماله ذاهباً وراجعاً، وقد هرب مني في هذا الوقت، وأكرى بعض القواد الخراسانية، ولي عليه بذلك بينة، فتضم إلي حرسيين يصيران به معي إلى القاضي، ويمنعان الخراساني من عراره. فضم إليه حرسيين، وقال: امضيا معه. فلما بعد عن المسجد، قال له: يا خبيث، تؤدي إلي حقي؟ قال: نعم يا ابن رسول الله. فقال للحرسيين: انصرفا، وأطلقه محمد. فقبل محمد بن هشام رأسه، وقال: بأبي أنت وأمي، الله أعلم حيث يجعل رسالاته، ثم أخرج جوهراً، له قدر، فدفعه إليه، وقال: تشرفني يا سيدي بقبول هذا مني. فقال: يا ابن عم، إنا أهل بيت لا نقبل على المعروف مكافأة، وقد تركت لك دم زيد، وهو أعظم من متاعك، فانصرف راشداً، ووار شخصك حتى يخرج هذا الرجل، فإنه مجد في طلبك، فمضى وتوارى.
قال: ثم أمر محمد بن زيد، الداعي بطبرستان، للأموي، بمثل ما أمر به لسائر بني عبد مناف، وضم إليه جماعة من مواليه، وأمرهم أن يخرجوا معه إلى الري، ويأتوه بكتاب بسلامته.
فقام الأموي، فقبل رأسه، ومضى ومعه القوم، حتى وصل إلى مأمنه، وجاءوه بكتاب بسلامته.
(٢) قال ابن كثير في البداية والنهاية (١٤/ ٥٩٣): والحسن بن زيد العلوي صاحب طبرستان [توفي] في رجب من هذه السنة [أي سنة ٢٧٠ هـ] وكانت ولايته تسع عشرة سنة وثمانية أشهر وستة أيام، وقام بالأمر من بعده أخوه محمد بن زيد، وكان الحسن بن زيد كريماً جواداً مُمَدَّحاً يعرف الفقه والعربية، قال له شاعر في جملة قصيدة مدحه بها:
اللَّهُ فَرْدٌ وَابْنُ زَيْدٍ فَرْدُ
فقال: ويلك، لا تقل، هلا قلت:
اللَّهُ فَرْدٌ وَابْنُ زَيْدٍ عَبْدُ
ثم نزل عن سريره، وخر ساجداً لله ø وألصق خده بالتراب، ولم يعط ذلك الشاعر شيئاً. وامتدحه بعضهم فقال في أول قصيدته: =