تمزق بلاد المسلمين
  إيران (بلوخستان) ومدَّ حدودها حتى شملت كرمان وأفغانستان والهند، واستقل أحمد بن طولون(١) على مصر وامتد حكمه إلى الشام، وأصبحت فارس والرَّي وأصبهان والجيل في أيدي بني بويه(٢)، وخُراسان في يد نصر بن أحمد
= وغيرهم ممن سلف وخلف، وحسن انقيادهم لأمره، واستقامتهم على طاعته لما كان قد شملهم من إحسانه، وغمرهم من بره، وملأ قلوبهم من هيبته ... الخ.
وذكر في تاريخ الطبري (٩/ ٢٥٥) في أحداث سنة ٢٤٨ هـ تحركه من سجستان إلى هراة. اهـ وقال في البداية والنهاية (١١/ ١٥) في أحداث سنة خمس وخمسين ومائتين: وفيها كانت محاربة شديدة بين يعقوب بن الليث وبين علي بن الحسين بن قريش بن شبل، فبعث علي بن الحسين رجلا من جهته يقال له طوق بن المغلس، فصابره أكثر من شهر ثم ظفر يعقوب بطوق فأسره وأسر وجوه أصحابه، ثم سار إلى علي بن الحسين هذا، فأسره وأخذ بلاده - وهي كرمان - فأضافها إلى ما بيده من مملكة خراسان سجستان. اهـ.
(١) الدولة الطولونية (٢٥٤ - ٢٩٢ هـ) أسسها أحمد بن طولون في مصر حيث تولى سنة ٢٥٤ هـ وتوفي سنة ٢٧٠ هـ، واستمرت في أيدي أولاده حتى سنة ٢٩٢ هـ. قال في مروج الذهب (٤/ ١٢٢): وكانت ولاية أحمد بن طولون سبع عشرة سنة، ... ولما يئس أحمد بن طولون من نفسه بايع لابنه أبي الجيش بالأمر من بعده. اهـ. ثم ذكر وقعة الطواحين بين أبي العباس ابن الموفق العباسي وأبي الجيش وانهزام أبي الجيش أولاً ثم انهزام أبي العباس ثانياً على يد غلام أبي الجيش سعد الأعسر في شوال سنة ٢٧١ هـ والله أعلم.
(٢) الدولة البويهية (بنو بويه) (٣٢٠ - ٤٤٧ هـ) كان ابتداء دولة بني بويه في أيام القاهر، وهم ثلاثة إخوة عماد الدولة عليّ وركن الدولة الحسن ومعزّ الدولة أحمد أولاد أبي شجاع بويه بن فناخسرو ومن ولد يزدجرد بن شهريار آخر ملوك الفرس. وهذا نسب عريق في الفرس ولا شك أنهم نسبوا إلى الديلم حيث طال مقامهم ببلادهم، وبعد أن قويت دولتهم في الجيل والديلم واستولوا على أصبهان والأهواز، ... دخلوا بغداد في أيام المستكفي سنة ٣٣٤ هـ، وغلب معزّ الدولة بن بويه على المستكفي وبقي في كفالته، ثم خلعوه وبايعوا للمطيع لله ... ثم استمرت دولتهم حتى انقرضت على أيدي السلاجقة سنة ٤٤٧ هـ انظر تاريخ ابن خلدون (٣/ ٤٩٠ - ٥٦٨) والكامل (٧/ ٥) والبداية والنهاية (١٥/ ١٦٧) ومروج الذهب (٤/ ٢٧٦).