شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

تواطؤ علماء السوء مع سلاطين الجور

صفحة 335 - الجزء 1

  الساماني⁣(⁣١)، وطبرستان وجرجان في يد الديلم⁣(⁣٢)، وكرمان في يد محمّد بن


(١) الدولة السامانية (٢٦٦ - ٣٨٩ هـ) قال في مروج الذهب (٤/ ١٨٣): وكانت وفاة نصر بن أحمد صاحب ما وراء نهر بلخ في أيام المعتضد، وذلك في سنة تسع وثمانين ومائتين، وصار الأمر إلى أخيه إسماعيل بن أحمد.

(٢) قال في مروج الذهب (٤/ ٢٧٩) ذاكرا لقدوم الإمام الداعي الحسن بن القاسم الحسني إلى الري أنه وافاها في جيوش كثيرة من الجيل والديلم ومعه ماكان بن كاكي الديلمي أحد فتَّاك الديلم ووجوهها، فأخرج عساكر نصر بن أحمد بن إسماعيل بن أحمد صاحبه عنها، واستولى عليها وعلى قزوين وزنجان وقم وأبهَرَ وغير ذلك مما اتصل بالري، فكتب المقتدر إلى نصر بن أحمد بن إسماعيل بن أحمد صاحب خراسان يُنكِرُ عليه ذلك ويقول: إني ضمَّنْتك المال والدم، فأهمَلْتَ أمر الرعية، وأضعفتها وأهملت البلد، حتى دخَلَتْه المبيضة، وألزمه إخراجهم عنه، فوقع اختيار نصر صاحب خراسان على إنفاذ رجل من أصحابه من الجيل، يقال له أسفار بن شيرويه، وأخرج معه ابن المحتاج، وهو أمير من أمراء خراسان، في جيش كثير ليحارب من مع الداعي وماكان بن كاكي من الديلم لما بين الجيل والديلم من الضغائن والتنافر، فسار أسفار بن شيرويه الجيلي فيمن معه من الجيوش إلى حدود الري، فكانت الوقعة بين أسفار بن شيرويه الجيلي، وبين ماكان بن كاكي الديلمي، فاستأمن أكثر أصحاب ماكان بن كاكي الديلمي وقواده، مثل مشيز وتالجين وسليمان بن شركلة الأشكري، ومرد الأشكري، وهشونه بن أومكر في آخرين من قواد الجيل، فحمل عليهم ماكانُ في نفر يسير من غلمانه سبع عشرة حملة، وصبرت له عساكر خراسان، ومن معه من الأتراك، فولى ماكانُ، ودخل بلاد طبرستان، وانهزم الداعي بين يديه، وماكان على حاميته، فلحقته خيول خراسان والجيل والديلم والأتراك، فيهم أسفار بن شيرويه، ومضى ماكانُ لكثرة الخيول، وانحاز الداعي وقد لحق بقرب آمل قصبة بلاد طبرستان إلى طاحونة هنالك، وقد تخلى عنه من كان معه من الأنصار، فقتل هنالك، ولحق ماكانُ بالديلم واستولى أسفار بن شيرويه على بلاد طبرستان، والري، وجرجان، وقزوين، وزنجان، وأبهر، وقم، وهمذان، والكرخ، ودعا لصاحب خراسان، واستوثقت له الأمور، وعظمت جيوشه، وكثرت عُدَّته، فتجبر وطغى، وكان لا يدين بملة الإسلام، وعصى صاحب خراسان، وخالف عليه، وأراد أن يعقد التاج على رأسه، وينصب بالري سريراً من ذهب للملك، ويتملك على ما في يديه مما قد ذكرنا من البلاد، ويحارب السلطان وصاحب خراسان، فسير المقتدرُ هارونَ بن غريب في الحال نحو قزوين، فكانت له معه حروب، فانكشف هارون، وقتل من أصحابه خلق كثير، وذلك بباب قزوين، وقد كان أهل =