(القاهر) محمد بن المعتضد (ت 322 هـ)
  خصوصاً وتسويغ حوائجهم، والتشديد على أهل العيث(١) والفساد، ما يضرب به المثل إلى الآن بطبرستان فيقال: عدل الداعي.
  وكانت له حروب مشهورة ووقائع معروفة مع الجنود العباسية، ومع ولدي الناصر فقد كانا نازعاه، واستظهر استظهاراً تاماً في تلك الجهات. هكذا قال الإمام عبد الله بن حمزة # في الشافي [١/ ٧٥١].
  والصحيح أن الإمام الداعي الحسن بن القاسم قُتِل في أيام المقتدر سنة ٣١٦ هـ، كما ذكره شيخنا # في التحف [١٨٩]، وذكره أيضاً في الكامل [٦/ ٦٥٠](٢)، وقد ذكرنا ذلك فيما سبق؛ وإنما ذكرنا ذلك هنا تبعاً للإمام المنصور، ولما في كلامه # من حسن الثناء على الإمام الدَّاعي، ومن الإشارة إلى شيءٍ من عدله وسيرته وجهاده.
  وعادة الإمام المنصور بالله # في قسم التاريخ من كتابه الشافي أن يقارن بين كل خليفة من خلفاء بني أمية وخلفاء بني العباس، وبين من قام في عصره من أئمة أهل البيت $، من أجل أن يعرض للقارئ الفوارق بين كلِّ واحد من المتسلطين منهم ومن يوازيه من أهل البيت $، ولا شك أن القارئ اللبيب يجد الفرق
(١) قال في لسان العرب: عيث: العَيْثُ: مصدرُ عاثَ يَعِيثُ عَيْثاً وعُيوثاً وعَيَثاناً: أَفْسَدَ وأَخَذ بِغَيْرِ رِفْقٍ.
(٢) وذكره أيضا ابن كثير في البداية والنهاية (١١/ ١٥٨) وأكد ذلك البيهقي ابن فندق في كتابه لباب الأنساب (ج ١/ ٣٣٠) حيث قال: الداعي إلى الله، هو الحسن بن القاسم، ورد آمل في رمضان يوم الثلاثاء لرابع وعشرين من سنة أربع وثلاثمائة، بقي على أمره بعد الناصر اثنتا عشرة سنة. وقتل سنة ست عشرة وثلاثمائة، يوم الثلاثاء وقت العصر في السابع والعشرين من رمضان. اهـ.