شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

(القاهر) محمد بن المعتضد (ت 322 هـ)

صفحة 339 - الجزء 1

  ٥٩ - وَكَذاكَ قَاهِرهم وراضيهم ... وتَوَلَّتِ الْأَتْراكُ لِلْأَمْر

  وفي هذا البيت اثنان من سلاطين العباسيين:

(القاهر) محمّد بن المعتضد (ت ٣٢٢ هـ)

  القاهر بالله أبو منصور محمّد بن المعتضد، بويع له يوم الخميس لليلتين بقيتا من شهر شوال سنة ٣٢٠ هـ، وكان ألثغ شديد الإقدام على سفك الدماء بغير بصيرة ولا برهان، أهوج يأكل التراث أكلاً لماً، ويحب المال حباً جماً، قبيح السياسة، سيء الظن، وكانت مدته قصيرة يسيرة، وأحداثها طويلة كثيرة، أقام في الأمر سنة وستة أشهر وثمانية أيام.

  وكبس عليه الغلمان الساجية والحجرية فحبس، وسُمِلَت عيناه، وهو أول من سُمِل، وخلع يوم الأربعاء لخمس خلون من جمادى الأولى سنة ٣٢٢ هـ، وقتل جماعة من رجال الدولة منهم مؤنس الخادم.

(الراضي) محمّد بن جعفر المقتدر (ت ٣٢٩ هـ)

  الراضي بالله، واسمه محمد بن جعفر المقتدر، ويكنى أبا العباس، بويع له يوم الخميس لست خلون من جمادى الأولى سنة ٣٢٢ هـ، فأقام في الخلافة إلى أن مضى من ربيع الأولى عشرة أيام سنة ٣٢٩ هـ، ومات حتف أنفه بمدينة السلام، وكانت خلافته ست سنين وأحد عشر شهراً وثلاثة أيام، ولم يقصر الراضي عمن تقدمه من الخلفاء في المعاصي والملاهي.

  وفي أيامه كان قيام الداعي الحسن بن القاسم ¥، وبويع للداعي يوم الأربعاء الرابع عشر من شهر رمضان، فأظهر من حسن السيرة في الأمور كلها من بسط العدل والإحسان إلى الناس عموماً، وإلى الأشراف وأهل العلم على طبقاتهم