ويمقتونهم أشد المقت، ويحاولون لو دالت لهم الأيام قتلهم كما يقتل المشركون، وتماماً كما كان معاوية، ولا زالت هذه السمة التاريخية ملازمة لأهل السنة والجماعة على طول التاريخ، وركناً عظيماً من هويتهم الفكرية إلى اليوم.

  وكذلك الزيدية منذ عهدهم الأول فإنهم يكرهون أهل السنة والجماعة، و ... إلخ؛ غير أنهم لم يبلغوا إلى الحد الذي وصله أهل السنة والجماعة من استحلال القتل باسم الشرك.

بعض مميزات المذهب الزيدي (مذهب أهل البيت $):

  وقد اشتهرت مذاهب الزيدية منذ القدم عند جميع الطوائف الإسلامية وذكروها في كتبهم الكلامية؛ فمن ذلك:

  ١ - اشتهارهم بتنزيه الله سبحانه وتعالى عن فعل معاصي العباد، وعن إرادتها ومشيئتها، وأن العاصي هو الذي فعل المعصية من قبل نفسه وبإرادته ومشيئته وقدرته، لا دخل لإرادة الله ومشيئته وقدرته في فعلها البتَّة.

  ٢ - ومن ذلك قولهم: إن صفات الله تعالى هي ذاته، وأن الله سبحانه لا تحله الأعراض، وأنه ليس بذي مكان، ولا يشبه شيئاً من المُحدثات، فليس له يدان على الحقيقة، ولا وجه، ولا عينان، ولا رجلان، ولا قبضة، ولا أصابع، ولا جنب، ولا .... إلخ، وأنه لا يجوز عليه الصعود والهبوط والهرولة، سبحانه وتعالى عمَّا يقول المشبهون علواً كبيراً، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}⁣[الشورى: ١١]، {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ}⁣[الإخلاص: ٤].

  ٣ - واعتقادهم أنه تعالى لا يفعل القبائح، ولا يريدها ولا يشاؤها على الإطلاق.